responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 352

و يلحدون في آياته، و يكذّبون بيّناته، و يتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة[1]، و يقصدون من سفه أحلامهم لتبديلهم بكلّ حجّة، و لما روى صلوات اللّه عليه شدّة شكيمتهم، و خبث عقيدتهم، يحرّفون الكلم عن مواضعه، و يعدلون بالحقّ عن مواقعه، لا يجيبون صوته، و لا يرهبون سوطه، و لا يستجيبون لدعائه، و لا يجعلون بندائه، فبرم من صحبتهم، و تظلّم من معصيتهم، و شكاهم إلى اللّه في خطبه و نثره، و استعدى عليهم اللّه في سرّه و جهره.

كقوله صلوات اللّه عليه:

اللّهمّ إنّي قد مللتهم و ملّوني، و سئمتهم و سئموني، فأبدلني بهم خيرا منهم، و أبدلهم بي شرّا منّي.

اللّهمّ مث قلوبهم‌[2] كما يماث الملح في الماء[3].

و كقوله صلوات اللّه عليه- من جملة كلامه-:

أيّها القوم الشاهدة أبدانهم‌[4]، الغائبة عنهم عقولهم، المختلفة أهواؤهم، المبتلى بهم امراؤهم، صاحبكم يطيع اللّه و أنتم تعصونه، و صاحب أهل الشام يعصي اللّه و هم يطيعونه، لوددت- و اللّه- أنّ معاوية صارفني بكم صرف الديا نار بالدرهم، فأخذ منّي عشرة منكم و أعطاني رجلا منهم!

يا أهل الكوفة، منيت منكم بثلاث و اثنتين: صمّ ذوو أسماع، و بكم ذوو كلام، و عمي ذوو أبصار، لا أحرار صدق عند اللقاء، و لا إخوان ثقة


[1] إشارة إلى الآية: 7 من سورة آل عمران.

[2] أي أذبها.

[3] نهج البلاغة: 67 خطبة رقم 25. و انظر البحار: 34/ 19.

[4] كذا في النهج، و في الأصل: أيّها المشاهد أبدانهم.

نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست