فعندها دعا اللّه
سبحانه، كما قال سبحانه: (إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا)[2] أي دعا ربّه
سرّا غير جهر يخفيه في نفسه لا يريد به رياء، و في هذا دلالة على أنّ المستحبّ في
الدعاء الإخفاء، فإنّه أقرب إلى الاجابة.
و في الحديث: خير الدعاء
الخفيّ، و خير الرزق ما يكفي.
و قيل: إنّما أخفاه
لئلّا يهزأ به الناس فيقولوا: انظروا إلى هذا الشيخ سأل الولد على الكبر[3].
قال ابن عبّاس: كان عمر
زكريّا حين طلب الولد عشرين و مائة سنة، و كانت امرأته ابنة ثمان و تسعين سنة[4].
فأوحى اللّه إليه: (يا زَكَرِيَّا
إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ
سَمِيًّا)[5] أي لم نسمّ
أحدا قبله بهذا الاسم.
و كذلك الحسين عليه
السلام لم يسم أحد قبله باسمه.
[أنّ قاتل يحيى عليه
السلام كان ولد زنا، و كذلك قاتل الحسين بن علي عليهما السلام]
و كان قاتل يحيى ولد
زنا، و كذلك قاتل الحسين عليه السلام كان ولد زنا.
و حمل رأس يحيى بن
زكريّا إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل.
و كذلك حمل رأس الحسين
إلى نجل بغيّة من بغايا قريش، و لم تبك