نام کتاب : الحياة السياسية للامام الحسن عليه السلام نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 25
أثارته لجاجة الخصوم
..
لكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً ، فإن ما
ذكرناه نابع عن وعي عقائدي سليم ، فرضته الأدلة والبراهين ، التي تؤكد ـ بشكل قاطع
ـ على أن الأئمة الأطهار عليهمالسلام
كانوا حتى في حال طفولتهم في المستوى الرفيع الذي يؤهلهم لتحمل الأمانة الإلهية
وقيادة حكيمة وواعية ، كما كان الحال بالنسبة لإمامنا الجواد عليه الصلاة والسلام
، وكذلك الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، حيث شاءت الإرادة الإلهية أن
يتحملا مسؤولياتهما القيادية في السنين المبكرة من حياتهما.
تماماً كما كان الحال بالنسبة لنبي الله
عيسى عليهالسلام ، الذي قال
الله تعالى عنه : ( فأشارَتْ إِلَيهِ ، قَالُوا : كَيْفَ
نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي المَهدِ صَبِيّاً. قَالَ : إنّي عَبْدُ الله ، آتَانِيَ
الكِتَابَ ، وَجَعَلَنِي نَبِيّاً .. ) الآيات » [١].
وكما كان الحال بالنسبة لنبي الله يحيى
عليه الصلاة والسلام ، الذي قال الله سبحانه عنه : ( يَا يَحيىَ خُذِ
الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ، وآتَينَاهُ الحُكمَ صَبِياً )[٢].
نعم .. لقد كان الحسنان عليهماالسلام حتى في أيام طفولتهما الأولى في
المستوى الرفيع من النضج والكمال الإنساني ، ويملكان كافة المؤهلات التي تجعلهما
محلاً للعناية الإلهية ، وأهلاً للأوسمة الكثيرة التي منحهما إياها الإسلام على
لسان نبيه الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وتجعلهما قادرين على تحمل المسؤوليات الجسام ، حتى لصح إشراكهما في الدعوى ، وفي
المباهلة لإثباتها .. حسبما أشار إليه العلامة الطباطبائي والمظفر رحمهما الله
تعالى ، على اعتبار أن قوله تعالى : ( فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ
اللهِ عَلَى الكَاذِبين )
يراد منه : الكاذبون الذين هم في أحد طرفي المباهلة ، وإذا كانت الدعوى ،
والمباهلة عليها هي بين شخص النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وبين السيد والعاقب والأهتم ، فكان ثجب أن يأتي بلفظ صالح للانطباق على المفرد
والجمع معاً ، كأن يقول :