نام کتاب : الحياة السياسية للامام الحسن عليه السلام نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 138
يسار : « إن أصحاب
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كانوا
أعراباً جفاة ، فجئنا نحن أبناء فارس ، فلخصنا هذا الدين » [١].
وهكذا .. فإن أهل البلاد المفتوحة بعد
الرسول صلىاللهعليهوآله قد بقوا على
ما كانوا عليه من عاداتهم وتقاليدهم ، ومفاهيمهم الجاهلية ، التي كانت تهيمن على
حركاتهم ، وعلى مواقفهم ، وعلى علاقاتهم الاجتماعية بصورة عامة ، ولم يتعمق
الإسلام في وجدانهم ، ولا مسَّ ضمائرهم ، فضلاً عن أن يكونوا قد ذابوا فيه ، بحيث
يصبح هو المهيمن ، والمحرك والدافع لهم في كل موقف وكل حركة ..
آثار ونتائج :
وعلى صعيد آثار هذه الظاهرة على المدى
البعيد ، فقد كانت لها آثار سيئة جداً..فإن تلك العادات ، والتقاليد ، والمفاهيم ،
والانحرافات الجاهلية ، والعلاقات القبلية ، والأهواء والأطماع الشخصية ، وما يتبع
ذلك من ممارسات لا إنسانية لم ير فيها المستفيدون منها ، الذين ما عرفوا من
الإسلام إلا اسمه ، ولا من الدين إلا رسمه أمراً مخالفاً للإسلام ، أو مصادماً له
، ولا أحسوا فيها أية منافرة أو منافاة له ، إن لم نقل : إنها ـ بزعم أولئك
المستفيدين منها ـ قد انتزعت من الإسلام اعترافاً بها ، وأصبح يؤمِّن غطاء وحماية
لها ، حيث قد صارت ملبسة بلباس الشرع ، ومصبوغة بصبغة الدين.
بل إن الحكام وأعوانهم ، ممن كان لهم
مكانة ما لدى الناس ، بسبب صحبتهم للنبي صلىاللهعليهوآله
، ورؤيتهم له ـ هم أيضاً ، أو أكثرهم ـ لم يكن الإسلام قد تعمق في نفوسهم كثيراً ،
بل بقوا على ما كانوا عليه من انحرافات ، ومن مفاهيم وتقاليد جاهلية وقبلية ، وقد
استفادوا من مركزهم ، ومن موقعهم ، ومن مكانتهم في مجال تركيز تلك المفاهيم
والعادات والانحرافات ، ولو عن
[١] لسان الميزان ج
٦ ص ١٣٦ وميزان الاعتدال ج ٤ ص ٢٢٧.
نام کتاب : الحياة السياسية للامام الحسن عليه السلام نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 138