نام کتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ نویسنده : الموسوي، اسلام جلد : 1 صفحه : 82
إنِّي لأرجـو أن أُقيـم
عليك نائحـة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى
صيتها بعد الهزاهز »
فلمَّا انتهى إليه قال : « يا عمرو إنَّك في
الجاهلية تقول : لا يدعوني أحدٌ إلى ثلاث الا قبلتها ، أو واحدة منها
». قال : أجل. قال : « فإنِّي أدعوك إلى شهادة أن لا إله الا الله ، وأنَّ محمَّداً
رسول الله ، وأن تُسلم لربِّ العالمين ». قال : يا ابن أخ ، أخِّر هذه عنِّي. فقال
له عليٌّ : « أمَّا
إنَّها خيرٌ لك لو أخذتها ».
ثُمَّ قال : « فها هنا أُخرى
» قال : ما هي؟ قال : « ترجع
من حيث جئت ». قال : لا
تَحدَّث نساء قريش بهذا أبداً.
قال : « فها هنا أُخرى
». قال : ما هي؟ قال : « تنزل تقاتلني » فضحك عمرو وقال : إنَّ هذه الخصلة ما كنت
أظنَّ أنَّ أحداً من العرب يرومني مثلها ، إنِّي لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك
، وقد كان أبوك لي نديماً [١].
قال عليٌّ عليهالسلام
: « ولكنِّي
أُحبُّ أن أقتلك ، فانزل إن شئت
».
فغضب عمرو ونزل فضرب وجه فرسه حتى رجع [٢] ، وحمل على عليٍّ عليهالسلام وضربه على رأسه فاتَّقاها بالدرقة ،
فقدَّها السيف ونفذ منها إلى رأسه فشجَّه ، وبقي محتفظاً بثباته ، وتوالت عليه
الضربات وهو يحيد عنها ، ثُمَّ كرَّ عليه عليٌّ عليهالسلام
فضربه على حبل عاتقه ضربةً كان دويُّها كالصاعقة ،
[١] قال أبو الخير
أستاذ أبن أبي الحديد : « والله ما طلب عمرو الرجوع من عليٍّ إلاّ خوفاً منه ، فقد
عرف قتلاه ببدر وأُحد ، وعلم إن هو بارز علياً قتله عليٌّ ، فاستحى أن يظهر الفشل
، فأظهر هذا الإدِّعاء ، وإنَّه لكاذب ». أنظر فضائل الإمام علي : ١١٣.