نام کتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ نویسنده : الموسوي، اسلام جلد : 1 صفحه : 212
فقال له جماعة من المسلمين ، الذين
صاروا خوارج بعد ذلك : يا عليُّ ، أجب إلى كتاب الله عزَّ وجلَّ إذا دُعيت إليه ،
والا دفعناك برمَّتك إلى القوم ، أو نفعل بك ما فعلنا بابن عفَّان!
قال : « فاحفظوا عنِّي نهيي إيَّاكم ، واحفظوا مقالتكم
لي ، فإن تطيعوا فقاتلوا ، وإن تعصوني فاصنعوا ما بدا لكم
» [١].
لم تكن بينهم وبين معاوية الا بضعة
أمتار ، فلولا وقوع هؤلاء في الفخ الذي نصبه معاوية لاستطاع الإمام عليهالسلام أن يسيطر على الموقف ويستأصل رأس الفتن
، ولكنَّ مسألة التحكيم غيَّرت مجرى الأُمور إلى أسوأ حال ، فحالت دون تحقيق الهدف
المنشود ، وقُدِّر لهذه المؤامرة أن تنجح وأن تجرَّ وراءها المصائب والويلات!
ثمَّ قالوا للإمام : ابعث إلى الأشتر
فليأتكَ ، فرجع الأشتر مغضباً بعدما أوشك على النصر ، فأقبل إليهم الأشتر ، وقال :
يا أهل العراق! يا أهل الذلِّ والوهن! أحين علوتم القومَ وظنُّوا أنَّكم لهم
قاهرون ، رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها ، وهم والله قد تركوا ما أمر الله به
فيها وسُنَّة مَنْ أُنزلت عليه؟ فأمهلوني فواقاً ، فإنِّي قد أحسستُ الفتح [٢].
لكنَّهم أبوا الا التحكيم!
وجعل أهل الشام عمرو بن العاص على
التحكيم ، وأراد الإمام عليهالسلام
أن يجعل عبدالله بن عبَّاس ، لكنَّهم أبوا الا أبا موسى الأشعري ، ولمَّا رأى أنه
لاتنفع معهم حجَّة حكَّمه على مضض!
[١] أنظر : الكامل في
التاريخ ٣ : ١٩٢ ـ ١٩٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢ : ٢٦٤ مختصراً.