نام کتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ نویسنده : الموسوي، اسلام جلد : 1 صفحه : 21
وليد الكعبة :
من العجائب التي أضافت صوتاً ضارباً في
التاريخ وأحداثه الفريدة التي تفتح الأعين على ما تخفيه من أسرار ، أن يصطفي الله
لعبد اصطفاه ، حتى موضع مولده ، ليجمع له ـ مع طهارة مولده ـ شرف المحل ، محل
الولادة ، ويخصّه بمكرمةٍ ميَّزه بها منذ ساعة مولده عن سائر البشر.
هكذا كان مولد عليِّ بن أبي طالب سلام
الله عليه ، في البيت العتيق في الكعبة الشريفة.
وكان ذلك يوم الجمعة ، الثالث عشر من
شهر الله الأصمّ رجب ، بعد عام الفيل بثلاثين سنة [١]. قبل البعثة بعشر سنين [٢]. حوالي عام ٦٠٠ م ( ٢٣ قبل الهجرة ) ،
وقيل : « ولد سنة ثمان وعشرين من عام الفيل » [٣].
ولعلّه في مثل هذا اليوم الذي وُلِد فيه
أمير المؤمنين ، قد وُلِد الألوف من البشر ، لكنَّ ولادته مثَّلت حدثاً عجيباً
تجلَّت به الأسرار ، وتلبَّست بالحكمة الربَّانية.
كانت مثاراً للدهشة الأبدية ، فقد وضعت
فاطمة وليدها في البيت العتيق! في مكان عبادة لا ولادة ، أليس ذلك بالشيء العظيم؟!
ويسجل التاريخ ذاك الفخر الذي ظهر فيه
عليٌّ عليهالسلام مديراً ظهره
للأصنام التي كانت الكعبة الشريفة تضجُّ بها ، وعن قريب سينهض هذا