قُمَّت شجيرات الغدير ، وتجمَّع الحشد
الهائل من حجَّاج بيت الله الحرام ، وإذا بالصمت يخطف الوجوه ، فماذا عسى رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يبلغ في
حرِّ الرمضاء وساعة الظهيرة؟
وإذا بجبرئيل الأمين يكفي على رسول الله
صلىاللهعليهوآلهوسلم الأمر بما
فيه إكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين ، بقوله تعالى : (يَا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ
إلَيْكَ مِن رَبِّكَ وَإن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ
يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس )[٢].
ثمَّ فرض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولاية عليٍّ عليهالسلام على الشاهد والغائب؛ فقال : « من كنتُ
مولاه فعليٌّ مولاه ، اللَّهمَّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، واخذل من خذله ،
وانصر من نصره » ، وبعد فرض الولاية نزل قوله تعالى : (الْيَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِِسْلأمَ دِيناً )[٣].
فكبَّر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وحمدالله على إكمال الدين ورضا الربِّ
برسالته وولاية عليٍّ عليهالسلام
من بعده ، فأصبح عليُّ بن أبي طالب عليهالسلام
مولى كلِّ مؤمن ومؤمنة.