نام کتاب : نظريّة النقد العربي رؤية قرآنيّة معاصرة نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي جلد : 1 صفحه : 65
والظل إزاء الحرور ،
والأحياء قبل الأموات ، وإن الله يسمع من يشاء مقابل وما أنت بمسمع من في القبور.
وقد اعتبر ابن الزملكاني الجزء الأخير
منه في الإفراط في التنزيل والغاية في التحقير [١].
ثانياً
: في استعمال اللفظ للتعريض وفي الكناية
خرج البلاغي دلالة هامشية بمثل هذه التخريجات.
آ
ـ الكلمة « قرية » في قوله تعالى :
( وضرب الله مثلا قرية
كانت ءامنة ... )[٢]
وقد استعمل فيها اللحن وهو « التعريض بالشيء من غير تصريح ، أو الكناية عنه بغيره
» [٣]. فقد عرض
الله بأهل مكة وما يصيبهم من العذاب شأن الأمم السابقة ، ولم يصرح بذلك كما هي
عادته في هذا المجال ، وإنما يشير إلى ذلك لحناً صوراً وبالرمز صور أخر ، كما عرض
بالمنافقين وذكر أوصافهم في ألفاظ مخصوصة بهم ، ولكنه أمسك عن ذكر أسمائهم إبقاء
عليهم وتألفا لقلوبهم.
ب
ـ وفي استعمال الكلمة « امرأة » بالنسبة
لامرأة نوح وامرأة لوط في قوله تعالى :
( ضرب الله مثلاً للذين
كفروا امرأت نوح وامرأت لوط ... )[٤]
دلالة هامشية حملها الزمخشري على التعريض بقوله :
وفي طي هذين التمثيلين تعريض بأمي المؤمنين
المذكورتين في أول السورة ( عائشة وحفصة ) وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله
(ص) بما كرهه ، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده .... وأن لا تتكلا على أنهما زوجا
رسول الله ، فإن ذلك الفضل لا ينقصهما إلا مع كونهما مخلصتين. وأسرار التنزيل
ورموزه في كل باب بالغة من الطف الخفاء حداً يدق عن تفطن العالم ويزل عن تبصره » [٥].