نام کتاب : نظريّة النقد العربي رؤية قرآنيّة معاصرة نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي جلد : 1 صفحه : 22
٤
ـ مقارنة وتحديد
وخلاصة
ما تقدم من جولتي مع القدامى والمحدثين من النقاد ، أكاد أخرج بنتيجة تمليها
المقارنة بين النصوص هي : ـ
أ
ـ إن النقاد القدامى لم ينهضوا بمفهوم الصورة إلى المجال الاصطلاحي الدقيق ، ولم
يخرجوا بها عن مدلولها اللغوي ، ولم يتبلور عندهم بعدها النقدي الأصيل باستثناء
عبد القاهر الذي ابتدع لنا في استعمال الصورة دلالة اصطلاحية جديدة ، فكان ما
أعطاه ـ وحده ـ جديراً بتحديد الاصطلاح في خطوطه الاولى. ولا يعطينا ذلك استعمال
الجاحظ لها ، وقدامة ، والعسكري ، وابن الأثير ، لأمرين مهمين هما :
الأول
: أن كل مصطلح مهما كان عريقاً في القدم فإنه لا يأخذ من قدمه هذا صيغة نهائية ،
ولا بد له من الصقل والتطوير والتهذيب ، وذلك لتقلب الرواد عليه ، وتمحيصهم له ،
وتفريعهم عن أصوله حتى يصل إلى حد التكامل. والصورة
إحدى هذه المصطلحات في تكوينها البدائي وقد كان صقلها وبلورتها مما انفرد به عبد
القاهر دون سواه ، وقد كان بهذا الصقل والتهذيب موضع تأثير كبير في نظريات النقاد
المحدثين من العرب والغربيين والمستشرقين [١].
الثاني
: إن القدامى في معركتهم البلاغية لم يفرغوا من التفريق أو التوفيق بين اللفظ
والمعنى ، أو الشكل والمضمون ، أو الصورة والمادة ، للوصول إلى مقياس فني يعتمد
عليه في التمييز بين أساليب الكلام الجمالية ، وفي الرجوع بذلك المقياس إلى الصيغة
والتركيب ، أو إلى المادة
[١] ظ : في تفصيل
ذلك : المؤلف ، الصورة الأدبية في الشعر الأموي : ٢٨ ـ ٣١.
نام کتاب : نظريّة النقد العربي رؤية قرآنيّة معاصرة نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي جلد : 1 صفحه : 22