الميثاق والإقرار »
وليس نفس الميثاق والإقرار والاعتراف ، بدليل ما يجده كل إنسان في ذاته من ميل
فطري إلى الإذعان بوجود الله وربوبيته ، ولا شك أنّ هذا هو امتداد طبيعي لذلك
الإقرار المأخوذ في عالم « الذر ».
لكن هذا الجواب ليس بوجيه جداً كما
تصوّر أصحابه ، لأنّه ليس من المعلوم أنّ ما نجده من « الميل الفطري » إلى الله في
ذواتنا يرتبط حتماً بمثل ذلك الميثاق .. بل ربما يكون نتيجة « فطرية وجود الله وربوبيته
» وبداهتهما.
وما يقال من أنّ الفاصل الزمني الطويل
هو الذي كان سبباً لنسيان الميثاق المذكور ليس بصحيح كما يظهر.
لأنّ طول هذا الفاصل لا شك أقل ـ بكثير
ـ من طول الفاصل الزمني بين الإنسان في الدنيا ويوم القيامة على حين نجد أنّ
الإنسان لا ينسى ما شاهده من حوادث في الدنيا فهاهم أهل الجنة ـ مثلاً ـ يقولون
لأهل النار :