أي الشعور الديني
الفطري ، واحدة من السخافات والمهازل.
إنّ وجود البعد الرابع في الروح
الإنسانية يثبت أنّ لجميع الميول الدينية عند الإنسان جذوراً ضاربة في أعماق
الوجدان ، وقد تجلى هذا الشعور في جميع أدوار الحياة البشرية حتى في تلكم الأدوار
والمناطق التي لم تكن فيها مشكلة العامل ورب العمل [١] مطروحة بحال.
فقد كان هذا الشعور يدفع البشر في تلك
الأدوار والمناطق إلى الله وإلى ما وراء الطبيعة.
كما أنّ آثار الشعور الديني لم تختف عن
الكهوف والمغارات التي كان يسكنها الإنسان الأوّل.
هذا ونظائره يكشف بوضوح عن ملازمة هذا
البعد للروح الإنسانية ملازمة الظل للشاخص ، وملازمة الزوجية للأربعة ... وكأنّ
التوجه إلى الله وإلى قضايا ما وراء الطبيعة نشيد غيبي لا يفتأ ينبع من الفطرة
الإنسانية ..
نشيد لا يهدأ ...
الماركسيون وتقديس المبادئ الماركسية
رغم كل الدعايات المستمرة التي يقوم بها
الماديون ضد « الدين » ووصمهم له بأنّه من عوامل الجمود والتأخر ، وكونه منافياً للحرية
الإنسانية ومانعاً من تقدم
[١] هذا هو رد
تلويحي إلى ما يردّده الماديون الماركسيون حول الدين إذ يقولون : إنّ الدين لم
يوجد إلاّ لإخماد ثورة العمال الكادحين على أرباب العمل.
ولكن بعد أن ثبت أنّ للدين
جذوراً في ضمير البشر ، وأنّه كان موجوداً حتى في النقاط التي لم يكن فيها خبر عن
العامل ورب العمل لم يعد للنظرية الماركسية حول الدين أية قيمة.