أو أنّه متخذ من لاه بمعنى احتجب لأنّه
تعالى المحتجب عن الأوهام ، أو غير ذلك مما ذكروه [١] ، ولكن ذلك مجرد احتمالات غير مدعمة
بالدليل ، وعلى فرض صحتها ، أو صحة بعضها فلا تدل على أكثر من ملاحظة تلك
المناسبات يوم وضع وأُطلق لفظ الجلالة أو لفظ الإله عليه سبحانه ، وأمّا بقاء تلك
المناسبات إلى زمان نزول القرآن ، وانّ استعمال القرآن لهما كان برعاية هذه
المناسبات فأمر لا دليل عليه مطلقاً.
والظاهر أنّ هذه المعاني من لوازم معنى
الإله وآثاره ، فإنّ من اتخذ أحداً إلهاً لنفسه فإنّه يعبده قهراً ، ويفزع إليه
عند الشدائد ، ويسكن قلبه عند ذكره ، إلى غير ذلك من اللوازم ، والآثار التي
تستلزمها صفة الإلوهية ، ولو لاحظ القارئ الكريم الآيات التي ورد فيها لفظ الإله ،
وما احتف بها من القرائن لوجد أنّه لا يتبادر من الإله غير ما يتبادر من لفظ
الجلالة ، سوى كون الأوّل كلياً والثاني جزئياً.
هل الإله بمعنى المعبود ؟
نعم يظهر من كثير من المفسرين بأنّ أله
بمعنى عبد ، ويستشهدون بقراءة شاذة في قوله سبحانه :