فهل من الصحيح أن نعتبره خالق المفاسد
والمعاصي والرذائل ؟ وماذا يعني من كونه : (خَالِقُ
كُلِّ شَيْءٍ)؟
أفليس يفيد قوله تعالى : (لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلّ شَيْءٍ)[٣] أنّ خالقيته تشمل كل ما في الوجود وكل
ما يكون مصداقاً للشيء ؟
وبعبارة أُخرى : أفلا يستفاد من الآية
التي تقول : (الَّذِي أَحْسَنَ
كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) كما في سورة السجدة الآية ٧ ، أنّ كل
ما هو مخلوق لله فهو متصف بالحسن والجمال ، وبعيد عن القبح بحيث يمكن أن يقال أنّ
الخلق والحسن متلازمان في خلق الله لا ينفكان ولا ينفصلان ؟ فإذا كان الله خالق كل
شيء ، فكيف يمكن أن يوصف الظلم ـ مثلاً ـ بالحسن وهو كما نعلم من القبائح المسلمة ؟
على أنّ المشكلة لا تنحصر في مسألة
الأفعال القبيحة التي يفعلها الناس بل تصدق على مسألة الآفات والبلايا والشرور ،
فكيف تصدر من الله هذه الحوادث المستقبحة التي تصيب البشر ، وتشقيه ؟
ولنوضح الإشكال بصورة أكثر جلاء فنقول :
إنّ الإشكال يرد ـ على القائلين بأنّ (اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) على الإطلاق
ـ