والتركيب آية
الاحتياج ، والله الغني المطلق لا يحتاج إلى من سواه.
وعلى هذا الأساس يكون قوله تعالى : (هُوَ اللهُ أَحَدٌ) التي تدل
على بساطة الذات دليلاً أيضاً على عينيّة الصفات للذات ، إذ على فرض زيادتها على
الذات يحصل هنا وجود مركب من العارض والمعروض فيكون مصداق لفظة الجلالة هو المركب
منهما ، مع أنّ المفروض بساطة ذاته.
هذا مضافاً إلى أنّ الاعتقاد بزيادة
الصفات ـ حسب ما ذهب إليه الأشاعرة ـ يستلزم أن يكون هناك « قدماء ثمانية » ما عدا
الله القديم ، في حين أنّ الآيات القرآنية التي تدل على وحدانية القديم الأزلي
تنفي هذه النظرية أيضاً ، وقد أشرنا إليه سابقاً.
قال الإمام الصادق عليهالسلام لأبي بصير في هذا الصدد :
« لم يزل الله جل وعزّ ربنا والعلم ذاته
ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا
مقدور » [١].
والإمام يشير إلى قسم خاص من علمه
سبحانه وهو وجود العلم بلا وجود معلوم ، ووجود السمع بلا وجود مسموع ، وشرح هذا
القسم من العلم يطلب من الكتب الكلامية والفلسفية.
وللفيلسوف الجليل صدر المتألّهين في هذا
المقام بيان لا يسع هذا المجال لإيراده [٢].