من هذه الأحاديث يمكن استنباط كلا
المسألتين المذكورتين بوضوح ، وأعني بهما :
١. نفي الأجزاء الخارجية ( والتركيب
الخارجي ).
٢. نفي الأجزاء العقلية ( والتركيب
العقلي ).
أمّا المسألة الثالثة ، وهي عينية
الصفات للذات ، فنشير إلى بعض الأحاديث الناظرة إليها فيما يأتي :
قال أمير المؤمنين عليهالسلام :
« وكمال الإخلاص له ، نفي الصفات [ الزائدة
] عنه لشهادة كلِّ صفة أنّها غير الموصوف ، وشهادة كلِّ موصوف أنّه غير الصفة.
فمن وصف الله [ أي وصف زائد على ذاته ]
فقد قرنه [ أي قرن ذاته بشيء غير الذات ] ومن قرنه فقد ثنّاه ، ومن ثنّاه فقد
جزّأه ، ومن جزّأه فقد جهله » [٢].
وفي هذا الكلام العلوي تصريح بعينية
الصفات للذات المقدسة ، بل في هذا الكلام إشارة إلى برهان آخر ، وهو أنّ القول
باتّحاد صفاته مع ذاته يوجب تنزيهه تعالى عن التركيب والتجزئة ، ونفي الاحتياج
والافتقار عن ساحته.
وأمّا إذا قلنا بغيريَّتها مع الذات
فذلك يستلزم التركيب وبالم آل : الثنويّة ،