صرّحت بنفي
المحدودية والتناهي في الذات الإلهية ، وصرّحت أيضاً بعدم صدق « الوحدة العددية »
في حقّه سبحانه.
فقد قال الإمام الثامن علي بن موسى
الرضا عليهالسلام في خطبة
ألقاها على جماعة من العلماء :
« ليس له حد ينتهي إلى حده ، ولا له مثل
فيعرف بمثله » [١].
ومما يستحق الإمعان والدقة أنّ الإمام عليهالسلام ـ بعد نفيه الحد عن الله ـ نفى المثيل
له سبحانه لارتباط اللامحدودية وملازمتها لنفي المثيل على النحو الذي مر بيانه.
ومن ذلك ما قاله الإمام علي عليهالسلام في وقعة الجمل عندما كان بريق السيوف
يشد إليها العيون ، وكانت ضربات الطرفين تنتزع النفوس والأرواح التفت إليه رجل من أهل
العراق وسأله عن كيفية وحدانية الله ، فلامه أصحاب الإمام وحملوا عليه قائلين له :
يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب ( أي تشتت الفكر واضطراب
البال ) ؟!
فقال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام :
« دعوه فإنّ الذي يريده الأعرابي هو
الذي نريده من القوم ».
ثم قال ـ شارحاً ما سأل عنه الأعرابي ـ
:
« وقول القائل : واحد يقصد به باب
الأعداد ، فهذا ما لا يجوز ، لأنّ ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد ».