نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 21
والمقصود من
الكلمتين في هذا العلم هو الطرق والمناهج العقائدية سواء أكانت حقّاً أم باطلاً.
٢
ـ الصلة بين علم العقائد وعلم الملل والنحل
وهناك اتّصال وثيق بين علم الكلام وعلم
الملل والنحل ، ووزان علم الملل والنحل بالنسبة إلى علم العقائد والكلام ، وزان
تاريخ العلم بالنسبة إلى العلم نفسه ، نظير الفلسفة وتاريخها ، فالفلسفة تطرح
الموضوعات الفلسفية على بساط البحث ، فتقيم برهاناً على ما تتبنّاه بينما يشرح
تاريخ الفلسفة المناهج الفكرية التي نجمت في فترات مختلفة ، من دون تركيز على رأي
أو تبني عقيدة خاصة في كثير من الأحيان.
ومثله علم الكلام بالنسبة إلى الملل
والنحل ، فالأوّل يبحث عن المسائل العقائدية التي ترجع إلى المبدأ والمعاد وما
يلحقهما من المباحث ويوجه عنايته إلى إثبات فكرة خاصة في موضوع معين ونقد الآراء
المضادة له ، ولكن الثاني يطرح المناهج الكلامية المؤسسة طيلة قرون من دون أن
يتحيز إلى منهج دون منهج غالباً ، وهمّه هو عرض هذه الأسّس الفكرية على روّاد
الفكر والمعرفة.
وإن شئت قلت : إنّ علم الملل والنحل
يتعرّض للموضوعات الكلامية المبحوث عنها في علم الكلام ويشرحها ويعرض الآراء
المختلفة حولها من دون القضاء بينها ، وإمّا علم الكلام فهو يتّخذ موضوعات خاصة
للبحث ويبدي المؤلّف نظره الخاص فيها ويركز على رأيه بإقامة البرهان.
٣
ـ قيمة الكتب المؤلّفة في هذا المضمار
لا شكّ أنّ للكتب المؤلّفة في هذا
المضمار ، مكانة في الأوساط العلمية وأنّ المؤلّفين في الملل والنحل قد تحمّلوا
جهوداً كثيرة في الإحاطة بالمناهج الفكرية الرائجة في الملأ العلمي خصوصاً الأوائل
منهم ، غير أنّه لا يمكن الاعتماد على هذه الكتب بصورة مطلقة ، وذلك لأنّا نرى
أنّهم يذكرون فرقاً للشيعة الإمامية لم يسمع الدهر بأسمائها كما لم يسمع بآراء
أصحابها قط.
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 21