نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 112
٣ ـ عبد اللّه بن عباس قال : قال رسول
اللّه : صنفان من أُمّتي ليس لهما في الإسلام نصيب : المرجئة والقدرية. [١]
ولأجل هذه الروايات يتهم كلّ من
الطائفتين ، الأُخرى بالقدرية لينزّه نفسه من ذلك العار والشنار.
ولا يخفى أنّ
متون الأحاديث تعرب عن كونها موضوعة على النبي الأكرم ، خصوصاً الحديث الأخير فقد
جاء فيه : المرجئة والقدرية معاً ، إذ إنّ هذين المصطلحين برزا بين المسلمين في
النصف الثاني من القرن الأوّل عندما اتّهم معبد الجهني وتلميذه غيلان الدمشقي
بالقدر والإرجاء ، وذاع هذان الاصطلاحان بين المسلمين إلى الآن ومن البعيد وجودهما
في زمن الرسول الأعظم وشيوعهما في ذلك العصر ، وعند ذلك كيف يتكلّم الرسول بكلمات
بعيدة عن أذهان أصحابه ، وغريبة على مخاطبيه ، كلّ ذلك يثير الشكّ أو سوء الظن
بوضع هذه الأحاديث ودسّها بين المسلمين ، حتى يتسنّى لكلّ من الطائفتين ، تعيير
الأُخرى بها والنيل من كرامتها ، وما ذكرناه من التشكيك وإن كان لا يخرج عن دائرة الاستحسان
، غير أنّ وقوع الضعاف في أسنادها يؤيد ذلك التشكيك ويقوّيه.
أمّا الحديث الأوّل ، فقد رواه أبو داود
في سننه بالسند التالي :
حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا عبد
العزيز بن أبي حازم ، قال : حدثني بمنى عن أبيه ، عن ابن عمر ، عن النبي. [٢]
ويكفي في ضعف الحديث ، أنّ أبا حازم
سلمة بن دينار ، لم يدرك عبد اللّه بن عمر ، وقد روى عنه في مواضع بوسائط ، لا
يثبت منها شيء. [٣]
وأمّا الحديث الثاني ، فقد رواه أيضاً
بالسند التالي :
[١] جامع الأُصول : ج
١٠ص ٥٢٦. راجع سنن أبي داود : ج ٤ باب في القدر ص ٢٢٢ ، الحديث ٦٤٩١ و ٦٤٩٢; سنن
الترمذي : ج ٤ ، كتاب القدر باب ١٣ ، الحديث ٢١٤٩.
[٢] سنن أبي داود : ج
٤ص ٢٢٢ ، الباب في القدر ، الحديث ٤٦٩١.
[٣] جامع الأُصول قسم
التعليق ج ١٠ ص ٥٢٦ واللآلي المصنوعة للسيوطي ج١ص٢٥٨.
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 112