نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 85
إلى طائفتين : الأولى
هي طائفة السلطة الاُموية ، وهي التي عُرفت بالمرجئة الخالصة ، وأهل
الإرجاء المحض.. والثانية بقيت على الإيمان بالإمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ، واستوعبت باقي أقسام المرجئة من جبرية وقدرية وغيرهم.
مبدأ ظهور الإرجاء ؟
من تمحيص الآراء المتضاربة يتحقّق أنّ أقدم
ظهور للإرجاء ، بمعناه المشهور في الفصل بين الإيمان والعمل ، إنّما كان
عند معاوية بن أبي سفيان وأصحابه ، ذلك إذا فسّرت أقواله على أساس الإيمان
باليوم الآخر ، ولم تفسّر بحسب الظاهر الموحي أحياناً والصريح أحياناً
اُخرى بالاستخفاف بإليوم الآخر وبالحساب !
فبمَ يُفسَّر قوله للأنصار ، وقد قالوا له
: لقد أخبرنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
بما لقينا ، فقد قال لنا : «
ستلقون بعدي أثَرة » قال معاوية : بماذا أوصاكم
؟ قالوا : قال لنا : «
فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض »
فقال لهم معاوية : فاصبروا إذن !! [١]
بمَ يفسَّر هذا الكلام إن لم يكن هو الاستخفاف
بوعد رسول الله صلىاللهعليهوآله
وباللقاء وبالحساب ؟! فلئن عدنا إلى حساب الإيمان ، فإنّ معاوية أول من
أظهر الاعتقاد بأنّ الإيمان لا يضرّ معه ذنب ومعصية ، فتمادى في المعاصي
غير مكترث بشيء ، فلمّا قيل له : حاربتَ من تَعلم ! وارتكبتَ ما تعلم !!
قال : وثقت بقول اللّه : ( إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا )[٢]
!!
[٢]شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد ٦
: ٣٢٥ ـ دار إحياء الكتب العربية ـ مصر ، الخلافة ونشأة الأحزاب الإسلامية / محمّد عمارة : ١٧٤ ، والآية من سورة الزمر : ٣٩ / ٥٣.
نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 85