وسُئل يوماً : ما تقول في هذا الحديث الذي
يروي ، أنّ عليّاً قال : « أنا قسيم النار » ؟ فقال : وما تُنكرون من ذا ؟ أليس روينا
أن النبيّ صلىاللهعليهوآله
قال لعليّ : «
لا يحبّك إلّا مؤمن ، ولا يبغضك إلّا منافق »
؟ .. قالوا : بلى.. قال : فأين المؤمن ؟ .. قالوا : في الجنّة.. قال : فأين الكافر ؟ .. قالوا : في النار.. قال : فعليٌّ قسيم
النار [٣].
ـ ويصحّح انحرافاً منهجياً وقع فيه أحد «
أئمّة » الجرح والتعديل ، يحيى بن معين ، إذ نسب الشافعي إلى « بدعة »
التشيّع ، ودليله في ذلك أنّه نظر في كتاب للشافعي في قتال أهل البغي ،
فوجده قد احتجّ فيه من أوّله إلى آخره بعليّ بن أبي طالب !!
فقال له أحمد : عجباً لك ! فبمن كان يحتجّ
الشافعي في هذا ، وأوّل من ابتلي به علي بن أبي طالب ؟ وهو الذي سنّ قتالهم
وأحكامهم ، وليس عن النبي ولا عن الخلفاء غيره فيه سنّة ، فبمن كان يستنّ
؟! فخجل يحيى ! [٤]
فانظر إلى حجم الانحراف الفكري الذي أصاب
الكبار ، وحتّى أئمّة الجرح