نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 47
كيف أظهر المتوكّل السنّة ونَشَرَ الحديث ؟
تحت مثل هذا العنوان كتب ابن الجوزي : أنّ
المتوكّل أشخص الفقهاء والمحدّثين ، وكان فيهم : مصعب الزبيري ، وإسحاق بن
أبي إسرائيل ، وإبراهيم بن عبد الله الهروي ، وعبد الله وعثمان ابنا محمّد
بن أبي شيبة وكانا من حفّاظ الناس ،
فقُسمت بينهم الجوائز ، واُجريت عليهم الأرزاق ، وأمرهم المتوكّل أن يجلسوا
للناس وأن يحدّثوا بالأحاديث التي فيها الرّد على المعتزلة والجهمية ، وأن
يُحدّثوا
بالأحاديث في الرؤية [١]..
ومثل هذه الأجواء سوف تفتح باباً فسيحاً
للكذب ووضع الحديث ، كالذي حدث في فضائل الصحابة زمن معاوية , فوضعت أحاديث
كثيرة في الصفات تفيد التجسيم ، وفي الرؤية ، وفي قِدَم القرآن ممّا ليس
له أصل في الإسلام ، ولم يُعرَف قبل هذا التاريخ [٢].
وفي هذه الأجواء نشطت عقيدتا « التشبيه »
و« التجسيم » المنحرفتان ، إفراطاً في ردّ عقيدة « التعطيل » المنحرفة الاُخرى التي تعزّزت في عهودِ ثلاثة من
الحكام العباسيين تعاقبوا على الحكم ؛ المأمون ، والمعتصم , والواثق ، وكان لهذه العقائد المنحرفة ظهور قبل هذا التاريخ.
ـ إلى هنا يبدو أنّ لقب « أهل السنّة » كان
له ظهور فعلي في هذه المرحلة بالذات ، مرحلة أحمد بن حنبل والمتوكّل ، في خضمّ الصراع الفكري حول