نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 42
بعدالته ، بل قد يُتّهم
بالكذب والغش والخيانة والزنا ، ويعزّر ويقام عليه الحدّ ، وتردّ أحاديثه ،
ويكذَّب عليها ، لا يختلفون في ذلك كلّه قيد شعرة وتاريخهم ثابت فيه ،
وعليه سائر المسلمين.. خالف فيه أهل « الجماعة » وقالوا بعدالة الصحابي ،
ذلك المبدأ الذي روج له الاُمويّون ، وكان من أحسن ما نفعهم من مبادئ
ابتدعوها !
ولما كان إجماع الصحابة وعلماء الطبقة الاُولى
من التابعين على تسطيح القبور ، وقال به كثير من المسلمين ، خالف فيه « أهل
السنّة والجماعة » لحديث سفيان التّمار ، وهو من رجال العهد الاُموي ، لم
يدرك أحداً من الصحابة بل حدّث عن التابعين من طبقة محمّد بن الحنفية وسعيد
بن جبير وعكرمة [١]
، فهو أوّل من روى تسنيم القبور ، فقال البيهقي في التوفيق بين حديث سفيان
والأحاديث المتقدّمة عليه الصريحة بالتسطيح ، ما نصّه : « فكأنّه ـ أي قبر
النبي صلىاللهعليهوآله
ـ غُيّر عما كان عليه في القديم ! فقد سقط جداره في زمن الوليد بن عبد
الملك وقيل في زمن عمر بن عبد العزيز ، ثمّ اُصلح » فالتسنيم إذن اُمويّ
الميلاد ، أمّا علّته فهي في آخر كلام البيهقي إذ واصل يقول : « وحديث
القاسم بن محمّد ـ في التسطيح ـ أصحّ وأولى أن يكون محفوظاً ، إلّا أنّ بعض
أهل العلم من أصحابنا استحبّ التسنيم في هذا الزمان لكونه جائزاً بالإجماع
، وأنّ التسطيح صار شعاراً لأهل البدع » [٢]
! وأهل البدع هنا مصطلح جامع لمن لم يخضع للولاء
[١]اُنظر : تهذيب الكمال / المزّي :
١٤٣ ـ ١٤٤ ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ ١٩٨٥م.
[٢]السنن الكبرى / البيهقي ٤ : ٣ ـ ٤ ـ
دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ١٩٩١ م.
نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 42