نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 41
وإلى دينه أو أخلاقه أو
عقله.. خطب الوليد بن عبد الملك يوم بويع له بالخلافة ، فقال : « أيّها
الناس ، عليكم بالطاعة ، ولزوم الجماعة ، فإنّ الشيطان مع الواحد !
أيّها الناس من أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الذي فيه عيناه ، ومن سكت مات
بدائه » [١]
!
هذه هي فلسفة الطاعة والجماعة عندهم ، والتي
بقيت تميّز أهلها عن غيرهم ممّن لا يعتقد بالولاء لحكام الجور والفساد..
أمّا ما يدّعيه البعض من أنّ « الجماعة
» مأخوذة من متابعة إجماع الصحابة وإجماع السَّلَف ، فإنّما هي دعوى لا
يسندها لا واقع بشيء ، فأي أمر هذا الذي أجمع عليه السَّلَف ثمّ تميّزت به
هذه الطائفة عن غيرها من الطوائف ؟! لكنّ المشكلة تكمن في أنّهم اختزلوا
مساحة « السَّلَف » لتشمل فقط القائلين بإمامة كلّ متغلّب وحرمة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر حين يراه « الأمير » فساداً ! فمن هنا كان
السَّلَف في هذه القضية إنّما هو عبد الله بن عمر في رأيه الشاذ ! ومرّة
اُخرى يكون ابن عمر هو السَّلَف حين يقول بالتفضيل بين الصحابة بحسب
الترتيب الذي فرضه الواقع التاريخي وناصره الاُمويّون [٢]
! وهكذا مع سائر القضايا التي تميّزوا بها.. وهيهات أن تجد قضيّةً أجمع
عليها علماء السلف وصالحيهم ثمّ تمسّكت بها هذه الفرقة دون غيرها ! أمّا
العكس فأمثلته كثيرة ، في العقيدة وفي الفقه معاً : فحين كان إجماع الصحابة
علي أنّ الصحابي لا يُقطع