نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 29
نفسها موقع السخرية ،
فتداركت الأمر بوضع أحاديث تفسّر معنى القدرية المذكورة في الحديث الأوّل
على النحو الذي أرادوه ، وبِلُغةٍ تناسب أفهام العامّة وتستهويهم ،
فيتعلّقون بها ويتّخذونها ديناً !
ومن تلك الاحاديث التفسيرية :
حديث يقول : « القدرية يقولون : الخير والشرّ
بأيدينا » [١]
!
وقول ابن حبّان في راوي الحديث الأخير «
إنّه كان يقلب الأخبار » لهو أدقّ بيان لهذا الحديث ، والذي قبله أيضاً ،
إذ يتّحد معه معنى أحاديث تشهد على أنفسها أنّها موضوعة لإتمام اللعبة ،
وإحكام الطوق حول الخصم ، وسَلْبِهِ أيّ قدرة على النفوذ في الوسط
الاجتماعي.
٣ ـ هكذا ظهر أنّ السنّة النبويّة لم تكن
قادرة على أن تفرض أحكامها وأهدافها على ذلك الواقع ، بل كان الواقع هو
الذي يُخضع السنّة لإرادته ويوجّهها في خدمته ، وإن تطلّب ذلك قلب المعاني
الظاهرة ، ووضع الحديث !!
٤ ـ ومرّة اُخرى يمحو الواقع آثار السنّة
:
[١]راجع : العلل المتناهية / ابن الجوزي ١ :
١٦٢/ ٢٤٨ ـ دار الكتب العلمية ـ ط ١ ـ ١٤٠٣ ه.
[٢]العلل المتناهية ١ : ١٥٢ / ٢٢٧.
الحديث في سنن أبي داود ح ٤٦٩٢ وفي إسناده ضعف وجهالة ، ففيه : عمر مولى
غفرة عن رجل من الأنصار. فهذا الرجل مجهول ، وعمر مولى غفرة ضعّفه ابن معين
والنسائي
، وتركه مالك ، وقال فيه ابن حبّان : كان يقلب الأخبار ، لا يُحتجّ بحديثه !
تهذيب التهذيب / ابن حجر ٧ : ٤١٥ ـ دار الفكر ـ ط ١ ـ ١٩٨٤ م.
نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 29