نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 107
شيئاً يحمله »[١] فهو ردّ صريح على من
يُجري أخبار الصفات وآياتها على ظواهرها وعلى الحقيقة دون المجاز.
وعلى خطى هذا المنهج سار من اهتدى بهذا الهدي
، هدي الكتاب والسنّة ، فأثبتوا المحكمات اُصولاً للعقيدة ، وعمدوا إلى
المتشابهات فردّوها إلى اُصولها المحكمة ، واتّبعوا فيها سنّة النبي صلىاللهعليهوآله
وبيانات أئمّة الهدى من آله عليهمالسلام..
فقالوا إذن بوجود المجاز في اللغة واعتمدوه في إرجاع المتشابه إلى المحكم ،
فعملوا بالتأويل في هذه الحدود مقتفين الأثر الصادق الذي وجدوه كلّه
منسجماً مع المحكم ، رادّاً المتشابه إليه ، فنفوا كلّ ما يدلّ على التشبيه
والتجسيم ، ثمّ أثبتوا له تعالى الصفات الثبوتية ، على أنها صفات قائمة
بذاته ، وليست هي أشياء منفصلة عنه زائدة عليه كما زعمت الأشاعرة.
كما نفوا جواز الرؤية التي أثبتها الأشاعرة
في الآخرة ، عملاً بقوله تعالى : ( لَّا تُدْرِكُهُ
الْأَبْصَارُ )[٢] ورجوعاً إلى أحاديث أهل
البيت عليهمالسلام
القاطعة بهذا المعنى ، وتأكيداً بالبرهان العقلي وأدلّته المانعة لإحكام الرؤية [٣].
الطائفة الثالثة :
الذين اتخذوا السكوت عمّا يتعلّق في الصفات
، وهم فريقان :
الأول :
يقول بجواز كون المراد منها هو الظاهر اللائق بجلال الله تعالى ، كما