نام کتاب : نظريّة عدالة الصّحابة والمرجعيّة السياسيّة في الإسلام نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 302
١ ـ أن تكون النبوة خالصة لبني هاشم لا
يشاركهم بها أحد غيرهم كائناً من كان.
٢ ـ أن تكون الخلافة لبطون قريش
تتداولها فيما بينها لا يشاركها في الخلافة أي هاشمي على الإطلاق ، ولا حرج لو
تداولها مع البطون من غيرهم كالأنصار ، وكالموالي ، لأن اشتراك هذا الغير يتداول
الخلافة لا يخدم التمييز والتفوق الهاشمي ، واستقرت بأذهانهم نهائياً مقولة ( لا
ينبغي أن يجمع الهاشميون الخلافة مع النبوة ) وتحولت هذه المقولة إلى تيار غلاب
مستقر في النفوس.
استكشاف الحل
قريش وبالإجماع قبلت النبوة الهاشمية
باعتبار أنها قدر لا مفر منه ، وهي تتمنى لو تحقق حلمها بالحل المثالي ، فلا يجمع
الهاشميون الخلافة مع النبوة ، ولكن هذه الأماني ملجومة بوجود النبي ، وإمكانية
تحقيقها بعد وفاته واردة ومتاحة.
اقتناع الفاروق بالمقولة
وتطويرها على يديه
لسوء الحظ أن الفاروق قد اقتنع بالمقولة
القريشية ( لا ينبغي أن يجمع الهاشميون الخلافة مع النبوة ) وهو يلتقي هنا مع
التيار الغلاب الساكن في نفوس قريش ، والمتأهب للظهور بعد وفاة النبي. وأضفى عليها
الفاروق ثوب الشرعية فوصفها بأنها الصواب والتوفيق ، وأن الغاية منها منع الإجحاف
الهاشمي على بطون قريش ، وهكذا طور الفاروق هذه النظرية ، وألبسها ثوب الشرعية ،
فشقت طريقها بيسر وسهولة ، وبلا حرج تختال بثوبها الشرعي مخفية أحاسيسها الجاهلية ،
لأن شعار ( لا ينبغي أن يجمع الهاشميون الخلافة مع النبوة ) شعار جأهل ي من كل
الوجوه ، تجد جذوره مستقرة وواضحة في الصيغة الجاهلية التي سادت مكة قبل ظهور الإسلام
، والقائمة أصلاً على اقتسام البطون القريشية لمناصب الشرف ، ومن جهة أخرى فان
الخليفة المقترح من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وهو علي بالذات نكل ببطون قريش ، فليس فيها بطن إلّا وله دم عند علي ، فهو قاتل
سادات بني أمية في بدر ، وقاتل حنظلة بن أبي سفيان ، وقاتل العاص بن هشام بن المغيرة
، وهشام هذا هو خال أمير المؤمنين [١]
،