نام کتاب : نظريّة عدالة الصّحابة والمرجعيّة السياسيّة في الإسلام نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 301
الفصل التاسع
مقاصد الفاروق واهدافه
لقد قاومت بطون قريش النبوة الهاشمية
بكل فنون المقاومة ، وحاربتها بكل وسائل الحرب ، لا حباً بالأصنام ولا كراهية للإسلام
، فليس في الإسلام ما تعافه الفطرة فيكره ، لكن قريش لا تريد أن تغير صيغتها
السياسية القائمة على اقتسام مناصب الشرف ، ولا تريد أن يتميز البطن الهاشمي عن
بقية البطون ، ولا أن يتفوق هذا البطن عليها ، وقد تصورت بطون قريش أن التفاف
الهاشميين حول النبوة ، ودفاعهم المستميت عن النبي هو إصرار هاشمي على التمييز ،
ورغبة هاشمية بالتفوق على الجميع ، فحاصرت بطون قريش مجتمعة الهاشميين ، وتآمرت
بطون قريش مجتمعة على قتل النبي ، وتعاونت بطون قريش مجتمعة على حرب النبي ، ففشل
الحصار ، وفشلت المؤامرة ، وهزمت البطون في حروبها ، وأحيط بها فأسلمت ، وأدركت أن
النبوة الهاشمية قدر محتوم لا مفر منه ولا محيد ، وطالما أن النبوة قدر محتوم ،
ولا طاقة للبطون بمواجهة هذا القدر ومنعه ، فلتكن النبوة للهاشميين خالصة لهم لا
يشاركهم بالنبوة أحد من البطون ، وليتوقف الزحف الهاشمي على حقوق البطون الأخرى ،
فالنبي قد أعد العدة لتكون الخلافة لعلي الهاشمي ولذرية النبي من بعد علي ، لأنهم
يعلم الله الأعلم بالإسلام ، والأفهم بأحكامه ، والأفضل من أتباعه ، والأنسب لقيادة
الأمة ، والأطيب لنفوس الجميع.
الحل المثالي
لقد دخلت كل البطون في الإسلام ، والإسلام
يجب ما قبله ، وتوحيد قريش في ظلال الإسلام مصلحة شرعية ، وضرورة من ضرورات
انتصاره وشيوعه ، وانتشاره في البلدان ، ولا يحقق ذلك إلا :
نام کتاب : نظريّة عدالة الصّحابة والمرجعيّة السياسيّة في الإسلام نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 301