responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظريّة عدالة الصّحابة والمرجعيّة السياسيّة في الإسلام نویسنده : احمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 295

مجتهد وكلاهما في الجنة.

وما ينبغي أن ندهش عندما طالب مروان بن الحكم بالخلافة ، وهو ابن الحكم بن العاص الذي كان محظوراً عليه أن يدخل المدينة في زمن الرسول وأبي بكر وعمر ، حتى تولى الخلافة عثمان ، فأدخله معززاً مكرماً ، واتخذ ابنه مروان رئيسا لوزرائه وزوجاً لابنته.

لقد تداعت الفوارق بين التابع والمتبوع ، وبين المتقدم عند الله وفي الإسلام ، والمتأخر في موازين الله والإسلام ، فالوليد بين عقبة يتأمّر على الحسين بن علي ، والوليد يعظ ، وعلى الحسين أن يسمع وعظ هذا الوعظ ، والوليد يصلي بالناس صلاة الصبح أربعاً وهو سكران ، ويسأل المأمومين إن كانوا يرغبون بالزيادة ، وبعد ذلك فإنه لا حرج أن يكون هذا الرجل إماماً للحسين بن علي بن أبي طالب ، وأميراً عليه ، ومرجعاً يمكن للحسين إذا أراد أن يسأله في أمور دينه ودنياه!!!

٤ ـ ظفر الغالب ونجاحه

أصبح الغالب ـ أي غالب وأياً كان ـ هو الظافر ، وهو سيد الموقف ، وهو إمام المسلمين ، ورئيس دولتهم وهو مرجعهم في كل الأمور الدينية والدنيوية ، وهو الحائز لكل وسائل القوة ، بيده السيطرة الكاملة على كل موارد الدولة يعطي لمن يشاء ويمنع العطاء عمن يشاء ، لا رقيب عليه إلا الله ومقدار دينه ، وهو القائد العام لجيوش الإسلام يستعملها لتحقيق الامنين الخارجي والداخلي ، ولتطويع الرعية رغبة ورهبة ، وهو المسيطر سيطرة تامة على وسائل الإعلام ، فلو شاء جعل الأبيض أسود ، ولو شاء جعل الأسود أبيض ، ويمكنه بسيطرته على وسائل الإعلام أن يجعل القزم عملاقاً وأن يحول العملاق إلى قزم ، وتحول مؤيدوه إلى واجهة له بيدهم الحل والعقد ، ومع الأيام أصبحوا مراجع ، فهم يتبنون وجهة نظر الغالب ويستعملون وسائله المرجعية ، فهم سادات المجتمع وهم الفراقد المتألقة ، وإذا سار معهم أي واحد قادوه إلى نقطة الارتكاز ومحور الهداية ـ أي عين ما يراه الغالب ـ وعزف العامة على ذات الوتر ، واتحدت الأمة على هذه الشاكلة ، وكلما مضت سنة ترسخت هذه السنّة وتوطدت ، وكلما مر عقد ضربت جذورها في الأرض وأصبحت رأياً عاماً وقناعة وعقيدة سياسية.

نام کتاب : نظريّة عدالة الصّحابة والمرجعيّة السياسيّة في الإسلام نویسنده : احمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست