نام کتاب : نظريّة عدالة الصّحابة والمرجعيّة السياسيّة في الإسلام نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 294
ألا يحق لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ما يحق لأبي بكر وعمر ( رضي الله عنهما
). هذا مع الافتراض أن محمداً على قدم المساواة مع أبي بكر وعمر!! وهذا افتراض
مرفوض شكلاً وموضوعاً ، لأن محمداً نبي مرسل من الله وإمام ، بينما أبو بكر وعمر
من الأتباع ، ومحمد يوحى اليه ، وقد أكد وقال أكثر من مرة : ( إن أكثر ما كان
يأتيه الوحي كان يأتيه وهو مريض ) [١].
والله يقول ( وما آتاكم
الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )
ويقول : ( وما صاحبكم بمجنون)(ما ضل صاحبكم وما غوى )( إن هو إلا وحي يوحى ) فكيف يتحول بطرفة عين من كانت هذه
صفاته وملكاته إلى رجل حاشا له يهجر؟! ولايؤمن على كتابة وصية!!
ومع أن هذه حقائق دامغة ، لا قوة في الأرض
تستطيع أن تنكرها أو تدافع عنها ، ومع أن هذه الواقعة نسفت مستقبل الإسلام كله ،
وكانت هي البذرة التي انطلقت منها كل المآسي والنكبات التي حلّت بالمسلمين ، إلا أن
أهل السنّة يتجأهل ونها تماماً ولا يفكرون بها ، إلا أنها مجرد قصة.
وهكذا ، وعملياً رجح قول التابع على قول
المتبوع ، فأصبح التابع مرجعاً والمتبوع متفرجاً ، وتم للتابع ما أراد ، وغلبت
مشيئته واستقطب الناس لها ووجدت واقعياً فكرة الغلبة وأثمرت ، واعتبرت الغلبة فيما
بعد مبدأً شرعياً ، وأجيز للأمة أن تتفرج على الصراع بين متغالبين ، ثم تقف في النهاية
مع الغالب ، مهما كانت صفاته ومهما كان دينه؟ [٢]
فطمع المتبوع بالتابع وتقدم المفضول على
الأفضل ، ومن هنا فلا ينبغي أن ندهش إذا رأينا معاوية بن أبي سفيان يعتلي سدة
الخلافة وهو الطليق ابن الطليق ومن المؤلفة قلوبهم وينازع بالخلافة أول من أسلم
وولي الله بالنص ، ومولى كل مؤمن ومؤمنة بالنص ، ويحاول أن يقنع المسلمين بأنه أفضل
من علي وأصلح للأمة منه ، ولا ينبغي أن نندهش إذا وجدنا في عصور الإسلام من يقول :
هذا مجتهد وهذا