نام کتاب : نظريّة عدالة الصّحابة والمرجعيّة السياسيّة في الإسلام نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 285
الذين سيحكمهم؟ تلك أمور
ثانوية لا قيمة لها من الناحية العملية ، ولا يعوّل عليها لأن الغالب غالب ،
والحصول على رضوان المغلوب فن قائم بذاته.
ما الذي يمنع يزيد بن معاوية ، وهو
المشهور بعهره وفجوره ، من أن يكون رئيساً للدول الإسلامية ، لأنه ابن معاوية
الرئيس ، ومن الذي يمنع الحسين بن علي بن أبي طالب سيد شباب أهل الجنة في الجنة
بالنص ، وريحانة النبي من هذه الأمة بالنص ، والإمام الشرعي لهذه الأمة بالنص ،
فما الذي يمنعه من أن يكون أحد رعايا يزيد ، وأحد الذين يتأمّر عليهم ، فكلاهما
مسلم ، وكلاهما في الجنة ، يزيد القاتل المجرم في الجنة والحسين الإمام المقتول في
الجنة ، فكلاهما صحابي!!! ومن ينقد هذا الرأي فهو زنديق لا يؤاكل ولا يشارب ولا
يصلّى عليه.
النتيجة الرابعة : اختلاط الأوراق
اختلط الحابل بالنابل ، والحق بالباطل ،
والخير بالشر ، والعلقم بالشهد ، وأصبح المتأخر كالمتقدم ، واللاحق كالسابق ،
والمجاهد كالقاعد ، والقاتل كالمقتول ، والمحاصر كالمحاصر « بالفتح والكسر » ومن
وقف مع الإسلام تماماً مثل من وقف ضده ، ومن قاتل الإسلام تماماً كمن قاتل معه.
لقد دخل الجميع بدين الله ، وشاهد النبي أو شاهدوه ، فكلهم صحابة ، وكلهم في
الجنة.
وضاع الصادقون ، وتفرقوا في الأمصار وأصبحوا
على حد تفسير معاوية كالشعرة البيضاء في جلد ثور أسود وانهار النظام السياسي الإسلامي
وتأخر المتقدمون وتقدم المتأخرون ، ولله عاقبة الأمور.
نام کتاب : نظريّة عدالة الصّحابة والمرجعيّة السياسيّة في الإسلام نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 285