نام کتاب : نظريّة عدالة الصّحابة والمرجعيّة السياسيّة في الإسلام نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 153
المقصود الإلهي ،
ولكن بيانه يلزم كل المؤمنين بمرجعيته ولا يجوز مخالفته شرعا لأنه الإمام الشرعي
القائم مقام النبي وطاعته هي طاعة للنبي.
المرجعية اختصاص وعمل فني
تماماً
فالعقيدة هي السفينة ، والمرجع بمثابة
القبطان لهذه السفينة. والعقيدة هي المخططات اللازمة لمشروع الإنقاذ الإلهي ،
والمرجع هو المهندس الذي يتولى عملية توضيح وشرح هذه المخططات وبيانها وترجمتها
مرحلياً إلى واقع مادي ملموس ومحسوس. فالمرجع هو معلم البناء ، ومن الجنون تحضير
المواد الأولية اللازمة للبناء والشروع بالبناء دون مشورة وعلم المهندس أو معلم
البناء. وعلى صعيد العقيدة الإسلامية يجب أن يكون المرجع أعلم أهل زمانه بهذه
العقيدة ، وأكثر أهل زمانه إخلاصاً لها ، وأكثرهم اعتصاماً بالله وأفضل الموجودين
وأنسبهم للقيادة والمرجعية لأن المرجع هو الحكم ( بفتح الحاء والكاف ) وهو الناطق
بالحكم الإلهي. ويفترض ان ما تتبناه هذه المرجعية هو عين المقصود الإلهي.
تعددية المراجع
لايوجد في العقيدة الإلهية الواحدة إلا مرجع
واحد ، فالنبي هو المرجع الأعلى لكل ما يتعلق بالإسلام. وموسى هو المرجع الأعلى في
زمانه ، فإذا افترق عن هارون يصبح هارون مرجعاً مرتبطاً بموسى وتابعاً له ، وإذا اجتمعا
فالمرجع هو موسى. وهكذا عيسى فهو المرجع في كل الأمور المتعلقة بالديانة المسيحية
، لأن تعدد المراجع في العقيدة الواحدة يؤدي بصورة حتمية لتفسخ العقيدة وتفرق أتباعها
، واستنباط عقائد جديدة من الناحية الواقعية.
فالمرجعية في الإسلام هي مرجعية واحدة
وهي اختصاص من أعظم ضرورات الدين. فإذا انعدمت المرجعية الشرعية يركب كل مسلم رأسه
، أو تركب كل مجموعة من المسلمين رأسها ، وتعتقد لكثرة ممارستها للخطأ ان الحق
معها ، وتتفرق الكلمة ، ويتشتت شمل الأمة ولا يلمها ثانية إلا وجود مرجع واحد
تعتبر كلمته حقيقة عقلية وإيمانية يتقبلها المسلمون عن رضى خاطر. وهذه هي السبيل
الوحيد لتوحيد المسلمين.
نام کتاب : نظريّة عدالة الصّحابة والمرجعيّة السياسيّة في الإسلام نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 153