نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 158
ثم دعا بعد ذلك كل من عنده كتاب أو لوح
كتب فيه حديثاً أن يأتيه به ، فظنّوا أنه يريد أن يوحّدها ، فلمّا اجتمعت عنده
أحرقها بالنار [١]
!!
ثمّ حَبَسَ جماعة من كبار الصحابة في
المدينة حتى مات ؛ لأنهم لم يلتزموا أمره في كتم الأحاديث كابن مسعود ، وأبي
الدرداء [٢]
، وعبدالله ابن حذافة ، وعقبة بن عامر ، وأبي هريرة [٣].
ولم يكتف عمر بكلِّ هذا بل حاول الدفاع
عن فعله باتهام جميع الصحابة بالكذب في رواية الأحاديث حتى قام خطيباً فيهم يسمعهم
أقذع الكلام فقال مخاطباً لهم : « إنّ حديثكم هو شرّ الحديث ، وإنّ كلامكم هو شرّ
الكلام ، من قام منكم فليقم بكتاب الله ، وإلاّ فليجلس » [٤].
ومن عجائب عمر إنّه لم يمنع من الحديث
فحسب ، بل منع فقهاء الصحابة من الإفتاء وحاول أن يجعل الفتوى من حق السلطة فقط.
فعن ابن سيرين أنّ عمر قال لأبي موسى : « أما إنّه بلغني أنّك تفتي الناس ولست
بأمير ؟