نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 157
وأعجب من هذا أنهم رووا عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بطرق عدّة تحذيره من الاكتفاء بالقرآن
عن السُنّة ، وتنديده باليهود والنصارى لأنّهم يقرؤون التوراة والانجيل فلا
ينتفعون مما فيهما بشيء ؛ لأنّهم لم يتعلقوا بحرفٍ مما جاءتهم به أنبياؤهم [١].
موقف عمر من السُنّة
المطهّرة :
وجاء عمر ، فأكّد المنع من الحديث وشدّد
على الصحابة الذين يخرجون من المدينة إلى الأمصار ، يقول لهم : « إنكم تأتون أهل
قرية لهم دويّ بالقرآن كدويّ النحل ، فلا تصدّوهم بالأحاديث فتشغلوهم ، جرّدوا
القرآن وأقلّوا الرواية عن رسول الله وأنا شريككم » [٢].
حتى أن كعب بن قرضة كان يسأله أهل
الكوفة عن أحاديث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
فلا يجيبهم ويقول لهم : نهانا عمر بن الخطاب [٣].
ثم استشار الصحابة في كتابة حديث رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وجمعه ، فأجمعوا
على ذلك ، لكنّه جاء بعد ذلك فأمر كلّ من كتب شيئاً أن يمحه [٤] !
[١] تمام الحديث في
سنن الترمذي ٤ : ١٠٤. ومسند أحمد ٤ : ١٦٠ و ٢١٨ ، ٥ : ٢٦٦ ، ٦ : ٢٦ والخبر مشهور
رواه من الصحابة : أبو الدرداء ، وزياد بن لبيد الأنصاري ، وعوف بن مالك ، وأبو أمامة
الباهلي.
[٢] تذكرة الحفّاظ ١
: ٧. ولاحظ طرق الحديث وألفاظه في سنن ابن ماجة ١ : ١٢. وسنن الدارمي ١ : ٨٥.
ومستدرك الحاكم ١ : ١٠٢.