responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 104

قال المناوي في شرح الحديث : يعني إن ائتمرتم بأوامر كتابه ، واهتديتم بهدي عترتي ، واقتديتم بسيرتهم ، فلن تضلوا. قال القرطبي : وهذه الوصية وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام أهله وإبرارهم وتوقيرهم ومحبتهم ، وجوب الفرائض المؤكَّدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها ، هذا مع ما عُلِم من خصوصيتهم بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبأنهم جزء منه ، فإنهم أصوله التي نشأ عنها ، وفروعه التي نشأوا عنه ، كما قال : فاطمة بضعة مني [١].

وقال التفتازاني : لاتّصافهم بالعلم والتقوى مع شرف النَّسَب ، ألا يُرى أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَرَنَهم بكتاب الله في كون التمسّك بهما منقِذاً من الضلالة ، ولا معنى للتمسّك بالكتاب إلا الأخذ بما فيه من العلم والهداية ، فكذا العترة [٢].

وقال الدهلوي : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « إني تارك فيكم الثقلين ، فإن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » ، وهذا الحديث ثابت عند الفريقين : أهل السنة والشيعة ، وقد عُلم منه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمرنا في المقدمات الدينية والأحكام الشرعية بالتمسّك بهذين العظيمي القدر ، والرجوع إليهما في كل أمر ، فمن كان مذهبه مخالفاً لهما في الأمور الشرعية اعتقاداً وعملاً فهو ضال ، ومذهبه باطل لا يُعبأ به ، ومن جحد بهما فقد غوى ، ووقع في مهاوي الردى [٣].

أقول : والتعبير بالتمسُّك دون الإمساك يدل على قوة الاقتداء بهما وشدة اتَباعهما. وعليه فلا ينجو من الضلال من أخذ بشيء منهما ، واتّبع غيرهما وتمذهب بأي مذهب سواهما.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « بهما » يدل على أن التمسّك بأحدهما غير منجٍ من


[١] فيض القدير ٣ / ١٤.

[٢] شرح المقاصد ٥ / ٣٠٣.

[٣] مختصر التحفة الأثني عشرية ، ص ٥٢.

نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست