نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 103
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة
الدالّة على ما قلناه [١].
ثم إن المراد من العترة ههنا هم أئمة
الدين من أهل البيت النبوي ، لا كل من انتسب إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من طريق فاطمة عليهاالسلام ، وقد نصَّ غير واحد من أعلام أهل
السنة على أن المراد بالعترة هم العلماء لا الجهّال :
قال المناوي : قال الحكيم : والمراد
بعترته هنا العلماء العاملون ، إذ هم الذين لا يفارقون القرآن ، أما نحو جاهل
وعالم مخلط فأجنبي عن المقام [٢].
وقال ابن حجر : ثم الذين وقع الحث عليهم
منهم إنما هم العارفون بكتاب الله وسنة رسوله ، إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى
الحوض ، ويؤيّده الخبر السابق : « ولا تعلِّموهم فإنهم أعلم منكم » ، وتميَّزوا
بذلك عن بقية العلماء ، لأن الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وشرَّفهم
بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة ، وقد مرَّ بعضها [٣].
أقول
: وأوضح مصاديق هؤلاء العلماء من العترة
النبوية الطاهرة أئمة أهل البيت عليهمالسلام ،
فإنهم الذين اتفقت الأمَّة على حسن سيرتهم ، وطيب سريرتهم ، وأجمعوا على أنهم
علماء يُقتدى بهم ، وتُقتفى آثارهم ، وقد سبق الإشارة إلى ذلك فيما تقدم.
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « ما إن
تمسَّكتم بهما » يدل على أن ترك
التمسُّك بهما موقع في الضلال ، لأن المشروط عدَمٌ عند عدم شرطِه.
[١] راجع مسند أحمد
بن حنبل ١ / ١٨٥ ، ٣٣٠ ، ٤ / ١٠٧ ، ٦ / ٢٩٢ ، ٣٢٣. مجمع الزوائد ٩ / ١٦٦ ـ ١٧٤ ، الدر
المنثور ٦ / ٦٠٣ في تفسير آية التطهير ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٩ / ٦١ ، السنن
الكبرى ٢ / ١٤٩ ـ ١٥٠ ، مسند أبي داود الطيالسي ، ص ٢٧٤ ، خصائص أمير المؤمنين علي
بن ابي طالب كرم الله وجهه ، ص ٣٠ ، ٤٧ ، كتاب السنة ٢ / ٥٨٨ ، مشكاة المصابيح ٣ /
١٧٣١ ، تاريخ بغداد ١٠ / ٢٧٨ وغيرها.