نام کتاب : غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام نویسنده : العميدي، السيد ثامر هاشم جلد : 1 صفحه : 252
ومن الواضح إنَّ هذا التراجع من المنصور
لم يكن في زمان سلطته ولا في زمان أخيه السفاح ؛ إذ كان المهدي الحسني في تلك
الفترة متواريا عن انظار ولاة المدينة لبني العباس ، وبقي هكذا إلى أن فاجأ
المنصور بالثورة عليه سنة / ١٤٥ هـ ، وعليه فلا بدّ وأن يكون هذا التحول بُعيد
مبايعته لمحمد بن عبد الله الحسني ووصفه بالمهدي ، إذ علم من الإمام الصادق عليهالسلام مصير تلك المهدوية والسلطة معاً ، فما
يمنعه إذن من استخدام سلاح الحسنيين أنفسهم في الدعوة إلى ابنه ، لا سيما وأن اسمه
( محمد ) ، واسم أبيه المنصور ( عبد الله ) يمنعه ، والحديث الموضوع : ( واسم ابيه
اسم أبي ) لم يزل ساري المفعول في زمانه.
وقد مرّ عنه قوله ـ بعدما سمع من الإمام
الصادق عليهالسلام ما سمع ـ
بأنه ما خرج من المجلس إلاّ ودبّر أمره!! فانظر كيف نظر وفكّر فدبر؟!
وروى أبو الحجّاج الجمّال ما هو صريح
بتراجع المنصور عن القول بمهدوية محمد النفس الزكيّة قبل قتله ، قال أبو الحجّاج :
« إنّي لقائم على رأس أبي جعفر المنصور ، وهو يسألني عن مخرج محمد بن عبد الله بن
الحسن ، فبلغه أن عيسى بن موسى هُزِم ، وكان أرسله إلى قتال محمد. قال : وكان
المنصور متكئاً ، فجلس ، فضرب بقضيب معه مصلاه ، وقال : كلا فأين لعب صبياننا بها
على المنابر ، ومشاورة النساء » [١].
والسؤال هنا : أنه لو كان معتقدا
بمهدوية الحسني ، فلماذا هذا التحوّل