نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 57
٣ ـ المؤمنون الصادقون الذين والوا رسول الله ،
وآله ، ورافقوا في عسره ويسره وبذلوا له ولدينه النفس والنفيس ، وجاهدوا في الله
حق جهاده حتى نصرالله نبيّه ، وأعز دينه ، وقامت دولة النبوة على أكتافهم ، هؤلاء
المؤمنون الصادقون قد استبعدوا تماماً بعد موت النبي ، وحرموا من تولى الوظائف
العامة ، ومن نشر علوم النبوة ، وعزلوا عزلاً تاماً عند الناس وأصبحوا موضع شبهه ،
وصاروا غرباء بالوطن الذي بنوه حجراً فوق حجر ، وأعداء بمقاييس الدولة الجديدة
التي بنوا أساسها بالعرق والدم بحجة موالاتهم لآل محمد!!!
أما الذين قاوموا الرسول ، وعادوه قبل
الهجرة ، وتامروا على قتله وحصروا الهاشميين وقاطعوهم ، ثم جندوا الجيوش وحاربوا النبي
بعد الهجرة ، وقادوا جبهة الشرك ، ورموا النبي بكل سهم في كناناتهم حتى أحيط بهم
فاستسلموا واضطروا مكرهين لاعلان إسلامهم ، واخفوا تركة الصراع الهائل والمرير
والطويل الذي دار بينهم وبين رسول الله!
بعد موت النبي مباشرة صاروا هم أركان
دولة الخلافة وهم الأمراء ، هم الأساتذة ، وهم أصحاب الأمر والنهي ، ومن بيدهم
السلطة الفعلية يتصرفون بالجاه والأموال والنفوذ على الوجه الذي يريدون بلا حسيب
ولا رقيب ، ويمكنون لانفسهم في الأرض تحت سمع وبصر الخليفة الغالب ، المغلوب على
أمراه ، ولكنه لا يريد الاعتراف بالحقيقة ، كان كل واحد من قادة جبهة الشرك
السابقين يتصرف بولايته تصرف المالك بملكه ، ويضع البرامج والمناهج التربوية
والتعليمية التي يراها مناسبة ، لاحداث التبديل والتغيير ، بما يخدمه ويرغم أنوف
خصومه وهم أهل بيت النبوة ، وقدامى محاربي الإسلام!! ورموزه وأعلامه الذين حرموا
من تولى الوظائف العامة ، واستبعدوا بالكامل!!
وعندما سئل الخليفة الثاني عن هول ما
جرى ، وعن سر استخدامه للمنافقين والفجار ، وتركه لأولياء الله ورسوله؟ قال : «
إننا نستعين بقوتهم وإثمهم على أنفسهم وقد وثقنا ذلك!!! فالمنافقون والفجار هم
العناصر الوحيدة التي تملك القوة والقادرة على إدارة ملك الخليفة!!! أما أهل بيت
النبوة ، والسابقون في الإيمان وقدامى المحاربين الذين هزموا بطون قريش وركعوا
العرب كلها فليست
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 57