نام کتاب : الوصية الممنوعة نویسنده : الزبيدي، علي صادق جلد : 1 صفحه : 34
حدِّ رفع دعوىٰ
لمحاكمته لعدَّة قضايا نرىٰ أنَّه أوقع المسلمين فيها بسبب منعه لتلك الوصيَّة.
أمَّا والحال أنَّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « لن تضلُّوا بعده
أبداً » فإنَّ الضلال الذي يغرق فيه المسلمون هذه الأيَّام يقع جزء منه بالتأكيد علىٰ عاتق مانع تلك الوصيَّة.
ولو علمنا أيضاً كما مرَّ عليك أنَّ
جهوداً بُذلت لتهميش أهميَّة هذه الحادثة ، وهذه الجهود تناولت الحادثة من
عدَّة جوانب كما لاحظت في الصفحات السابقة ، وكما ستلاحظ لاحقاً ، نفهم أو
نستنتج أنَّ هذه الكلمة أُسقطت لكي لا ينال الرجل ملامة الأجيال وسخطها.
الاختلاف الرابع :
يمكن اعتبار هذا الاختلاف من أكبر
الاختلافات التي واجهت رواة هذا الحديث ، حيث إنَّهم تردَّدوا كثيراً في
اختيارهم للعبارة التي يريدون أن ينقلوها ، فهم بعد أن اختلفوا كثيراً في
صدر الحديث كما مرَّ عليك ، ولم يكن اختلافهم ذا أثر مهم في المعنىٰ ،
اختلفوا هنا في مقالة عمر كمراجعة منه لكلام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فنرىٰ الكثير من المصادر تذكر
عبارة «
أنَّ النبيَّ قد غلبه الوجع ».
ولو سلَّمنا بما نقله هؤلاء الرواة في هذه الفقرة ، لأمكننا القول بأنَّ عمر أراد أن يمنع وصيَّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، لا أن يراجعه كما يفسِّر البعض هذه الحادثة.
والسبب أنَّ عمر لم يقل لنبيِّه مثلاً :
قد أوصيت يا رسول الله ... أو أنَّك خلّفت من المؤمنين رجالاً يمكنهم أن يختاروا ويُوفقوا ... أو أنَّنا
نام کتاب : الوصية الممنوعة نویسنده : الزبيدي، علي صادق جلد : 1 صفحه : 34