عن عمر ، قال : لمَّا مرض النبيُّ قال :
«
ائتوني بصحيفة ودواة ؛ أكتب لكم كتاباً لن تضلُّوا بعده أبداً »
، فقال النسوة من وراء الستر : ألا تسمعون ما يقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
؟ قال عمر : فقلت : إنَّكن صويحبات يوسف ، إذا مرض رسول الله عصرتنَّ أعينكنَّ ، وإذا صحَّ ركبتنَّ عنقه ! قال : فقال رسول الله : « دعوهنَّ فإنَّهنَّ
خير منـكم »[٢].
الحديث الخامس :
عن ابن عبَّاس قال : لمَّا اشتدَّ
بالنبيِّ صلَّىٰ الله عليه ( وآله ) وسلَّم وجعه قال : «
ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلُّوا بعده ».
قال عمر : إنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
غلبه الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا ، فاختلفوا وأكثروا اللغط قال : « قوموا عنِّي ولا ينبغي عندي التنازع ».
فخرج ابن عبَّاس يقول : إنَّ الرزيَّة كلُّ الرزيَّة ما حال بين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين كتابه [٣].
[١]
صحيح مسلم ٢ : ١٦ طبعة عيسىٰ الحلبي ، مسند أحمد بن حنبل ٥ : ١١٦ / ٣٣٣٦ ،
تأريخ الطبري ٣ : ١٩٣ ـ مصر ، الكامل في التاريخ / ابن الأثير ٢ : ٣٢٠ ،
تذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي الحنفي : ٦٢ ـ الحيدرية ، سرُّ العالمين
وكشف ما في الدارين / أبي حامد الغزالي : ٢١ ـ طبعة النعمان.
[٢]
الطبقات الكبرى / ابن سعد ٢ : ٤٢٣ ـ ٤٢٤ ، كنز العمال / المتقي الهندي ٣ : ١٣٨ عن الطبراني في الأوسط.