نام کتاب : الوصية الممنوعة نویسنده : الزبيدي، علي صادق جلد : 1 صفحه : 18
فإن قلنا : إنَّ الرسول لم يكن مأموراً
بالوصيَّة ، أفلا يصحَّ أن نقول إنَّه اقتدىٰ بأبيه إبراهيم ؟ وقد شهد له القرآن بذلك حيث قال : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ
... )[١].
الوصيَّة ساعة الاحتضار
قد يتساءل البعض عن سبب تأخَّر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عن كتابته للوصيَّة حتَّىٰ ظنَّ البعض أنَّه ـ حسب تعبيرهم ـ يهجر ، فلو أنَّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
تعجَّل في الأمر
لما كان هذا الجدال والبحث .. لقد فات هؤلاء الشيء الكثير ، وأوّله : إنّه
ليس شرط الوصية أن تكون مكتوبة ، بل يكفي فيها أن تكون مشهودة ، كما سيأتي
في النصّ القرآني .. والثاني : إن ما أراد النبي أن يكتبه في مرضه الأخير
كان قد قاله أكثر من مرّة ، وذكّر به في مناسبات متعددة.
والثالث : إن صاحب الوصية يضطرّ إلىٰ
كتابتها حين يشعر بوقوع الاختلاف من بعده ، وهذا ما فعله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وفي القرآن الكريم ما يؤكد أن الوصية لا يشترط فيها الكتابة ، ويؤكد أيضاً أنها قد تكون عند حضور الموت ..