التهويش ، والتشويش ، والعربدة ، وحتى
إيصال الاذى إلى الآخرين ، وهتك حرماتهم ، ما وجدت الى ذلك سبيلا.
حيث أدرك من تسمّوا بالعلماء فيها :
أنهم لا يملكون من الأدلة على ما يدّعون ، سوى الشعارات الفارغة ، وتوزيع التهّم
الباطلة ـ وبلا حساب ـ ورمي الآخرين بالكفر تارةً ، وبالشرك أخرى ، وبالابتداع في
الدين ثالثة ... وهكذا ...
فكانت هذه الدارسة الموجزة ، التي أريد
لها أن تعطي صورة واضحة قدر الإمكان لما يقوله هؤلاء الناس في هذه المسألة ، مع
الإشارة الى بعض موارد الخلل والضعف في تلكم الأقاويل ، مع التأكيد على أن سلاحنا
الأول والأخير هو الدليل القاطع والبرهان الناصع ... وعلى أن هدفنا هو خدمة الحق
والدين ، والذبّ عن شريعة سيد المرسلين ... وعلى أن تقوى الله سبحانه ، والخوف من
عقابه ، والأمل في ثوابه هو الذي لابدّ وأن يهيمن على كل أقوالنا وأفعالنا ، بل
وعلى كل حياتنا ووجودنا.
والله نسأل : أن يهب لأولئك الذين
يشغولننا بأمور جانبية ، وغير ذات أهمية ، العقل قبل كل شيء ، ومعه الإنصاف ، وأن
يمنّ عليهم بالتقوى ، والخوف من عقاب الله أوّلاً ، ثم الرّجاء لثوابه ثانيا.
وأن يمنّ علينا ، وعلى جميع إخواننا
المؤمنين العاملين المخلصين بالتوفيق والتسديد ، في جميع ما نقول ونفعل ، إنه ولي
قدير ، وبالاجابة حري وجدير ، وهو خير مأمول ، وأكرم مسؤول.