وقد نقل السيوطي عن أبي الفضل ابن حجر
قوله عن عمل الموالد للنبي (ص) : « وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت ، وهو ما ثبت
في الصحيحين : من أن النبي (ص) قدم المدينة ، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ،
فسألهم ، فقالوا : هذا يوم أغرق الله فيه فرعون ، ونجّى موسى ، ونحن نصومه شكراً
لله تعالى ، فقال (ص) : فأنا أحق بموسى عليه السلام منكم ، فصامه ، وأمر بصومه ...
وفي نص آخر : « كان يوم عاشوراء يوما
تصومه اليهود ، تتخذه عيداً ، فقال رسول الله (ص) : صوموه أنتم ». [١]
قال ابن حجر : فيستفاد منه ، فعل الشكر
لله تعالى على ما منّ به في يوم معيّن ، من إحداث نعمة ، أو دفع نقمة. ويعاد ذلك
في نظير ذلك اليوم من كل سنة ... وأيّ نعمة أعظم من نعمة بروز نبيّ الرحمة في ذلك
اليوم. » [٢]
وقد رد البعض على هذا الاستدلال بأنّ
السلف الصالح لم يعملوا بهذا النص ، على الوجه الذي يفهمه منه من بعدهم ، وهذا
يمنع من اعتبار هذا النهي صحيحا ، فاستنباط ذلك من الحديث مخالف لما أجمع عليه
السلف ، من ناحية فهمه ، ومن ناحية العمل به ، وما خالف إجماعهم ، فهو خطأ. [٣]
ونقول : إن هذا الردّ صحيحا ، كما سيتضح
في الفصل الذي نردّ فيه على أدلة المانعين ... ولذا فلا حاجة الى تكرار الكلام هنا
...
[١]
راجع : القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسول / ص ٧٨ و ٧٩ ، وسنن الدارمي /
ج ٢ / ص ٢٢ ، وصحيح البخاري / ج ١ / ص ٢٢٤ ، وصحيح مسلم / ج ٣ / ص ١٥٩ و ١٥٠ ،
ومسند أحمد / ج ٤ / ص ٤٠٩ ، وزاد المعاد ج ١ / ص ١٦٤ فما بعدها ، وكشف الأستار / ج
١ / ص ٤٩٠ ، ومجمع الزوائد / ج ٣ / ص ١٨٥. والحديث طرق متعددة ، ونصوص مختلفة ،
وهو موجود في مختلف المصادر الحديثية عند أهل السنة ، ولتراجع رسالة حسن المقصد
للسيوطي ، المطبوعة مع : النعمة الكبرى على العالم / ص ٨٩ ، والسيرة النبوية
لدحلان / ج ١ / ص ٢٥ ، والتوسل بالنبي وجهلة الوهابييّن / ص ١١٤ ، وعجائب
المخلوقات ، بهامش حياة الحيوان / ج ١ / ص ١١٤ ، والمنتقى من أخبار المصطفى / ج ٢ /
ص ١٩٢ ، ومجمع الزوائد / ج ٣ / ص ١٨٤ ـ ١٨٨ ، ومنحة المعبود / ج ١ / ص ١٩٣.
[٢]
تلخيص من رسالة حسن المقصد للسيوطي ، المطبوع مع : النعمة الكبرى على العالم / ص
٨٩ ـ ٩٠ وراجع : التوسّل بالنبيّ وجهلة الوهابيّين / ص ١١٤ / ١١٥.
[٣]
ارجع : القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل / ص ٧٨ و ٧٩.