نزل القرآن بذمه ،
جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي (ص) به ، فما حال المسلم الموحّد من أمته
عليه السلام ، الذي يسر بمولده ، ويبذل ما تصل اليه قدرته في محبته ؟ لعمري ، إنما
يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله العميم جنات النعيم ». [١]
ورحم الله حافظ الشام شمس الدين محمد بن
ناصر ، حيث قال :
ولكن هذا الاستدلال لا يصح ، وذلك لأن إعتاق
ثويبة قد كان بعد مولده (ص) بزمن طويل ، أي بعدما هاجر النبي (ص) الى المدينة ،
بعد أن حاولت خديجة شراءها من أبي لهب لتعتقها ، بسبب ما يزعم من إرضاعها للنبي
(ص) فرفض أبو لهب بيعها. [٣]
وتوجيه الحلبي لذلك ، بأن من الممكن أن
يكون أبولهب ، قد أعتقها أوّلاً لكنه لم يذكر ذلك ولم يظهره ، ورفض بيعها لخديجة
لكونها كانت معتوقة ، ثم عاد فأظهر ذلك [٤]
... هذا التوجيه غير وجيه ، لأن من غير المعقول أن لا يظهر الناس ولا يطلّعوا على
عتقه لجاريته طيلة حوالي خمسين سنة ، كما أن هذه الجارية التي اعتقها
وطبقات
ابن سعد / ج ١ قسم ١ / ص ٦٧ ـ ٦٨ ، والمواهب اللدنية / ج ١ / ص ٢٧ ، وتاريخ الخميس
/ ج ١ / ص ٢٢٢ ، وسيرة مغلطاي / ص ٨ ، وصفة الصفوة / ج ١ / ص ٦٢ ، ونور الابصار /
ص ١٠ ، واسعاف الراغبين بهامشه / ص ٨.
[١]
المواهب اللدنية / ج ١ / ص ٢٧ ، ورسالة حسن المقصد للسيوطي ، المطبوعة مع النعمة
الكبرى على العالم ص ٩٠ ـ ٩١ ، وتاريخ الخميس / ج ١ / ص ٢٢٢.
[٢]
السيرة النبوبة لزيني دحلان / ج ١ / ص ٢٥ ، ورسالة السيوطي المطبوعة مع النعمة
الكبرى على العالم / ص ٩١.
[٣]
أنساب الأشراف ( سيرة النبي « ص » ) / ص ٩٥ ـ ٩٦ ، والكامل لابن الأثير / ج ١ / ص
٤٥٩ ، وطبقات ابن سعد / ج ١ / قسم ١ / ص ٦٧ ، والإصابة / ج ٤ / ص ٢٥٨ ، وإرشاد
الساري / ج ٨ / ص ٣١ ، والسيرة الحلبية / ج ١ / ص ٨٥ ، وراجع الوفاء / ص ١٠٧ ،
وفتح الباري / ج ٩ / ص ١٢٤ ، والاستيعاب بهامش الإصابة / ج ١ / ص ١٦ ، وذخائر
العقبى / ص ٢٥٩ ، وقاموس الرجال / ج ١٠ / ص ٤١٧.