وبالنسبة لعلاقة الدين بالفطرة ، فالله
سبحانه يقول :
(فأقم وجهك
للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله ، ذلك الدين
القيّم ولكن أكثر الناس لا يعلمون * منيبين إليه واتقوه
وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين)[٤].
التجنّي ... والافتراء
وبعد ... فإنّ كل ما تقدم يعطينا : أنّ
ما ينهّجه بعض الناس في دعوتهم إلى مذهبهم ، من أساليب فظّة وجافة ، وقاسية ، من
قبيل التفسيق تارةً والتكفير أخرى ، والرمي بالشرك أو الزندقة ثالثة ، وما الى ذلك
من افتراءات وتهجمات ... ناشئة عن عدم فهمهم هم لمعنى الشرك والتوحيد ، وخلطهم بين
المفاهيم التي هي أوضح الواضحات ، وان كل ذلك لا ينسجم مع روح الاسلام ، ولا يلائم
تشريعاته ، ومناهجه ، بل الاسلام من ذلك كله بريء ...
ويتضح بعد هذا النهج عن الاسلام ، وعن
تعاليمه حينما نعلم : ان المسائل التي يطرحونها ، ما هي إلاّ مسائل اجتهادية ،
يخالفهم فيها كثير ، إن لم يكن أكثر علماء الاسلام ...
بل إن الحقيقية هي أن ما يدعون إليه ،
ويعملون على نشره ، لا يعدو عن أن يكون مجرد شعارات ، فارغة ، او تحكّمات باطلة ،
لا تستند الى دليل ، ولا تعتمد على برهان.
بل إن بعضها يخالف صريح القرآن ، وما هو
المقطوع به من سنة النبي (ص) وسيرته ، والصحيح الثابت عن الصحابة والتابعين ، فضلا
عن مخالفته لصريح حكم العقل ، ومقتضيات الفطرة والجبلّة الانسانية.