١ ـ فإننا مع ذلك نجد الرواية عن فاطمة
بنت الحسين ، عن أبيها الحسين بن علي رضياللهعنه
قال : قال رسول الله (ص) : « من
أصيب بمصيبة ، فذكر مصيبته ، فأحدث لها استرجاعا ، وإن تقادم عهدها كتب الله له من
الأجر مثلها يوم أصيب » [١].
فلربما يستفاد من ذلك : ان هذا معناه
جواز تجديد الذكرى للأموات مهما تقادم عهدهم شرط أن يفعل ما فيه الثواب والأجر ،
لا ما يوجب العقاب والوزر.
٢ ـ ذرية [٢] ، خادمة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذا كان يوم عاشوراء دعا مراضيع
الحسين ، ويقول لهن : تسقون شيئاً مرّاً ، هذا إشارة إلى ما وقع في أولاد يوم
عاشوراء. [٣]
فنجده عليه السلام يتحرّى الناسبة ،
ويأمر بذلك. فإنكار تحرّي يوم في السنة لإظهار الحزن فيه ، أو الفرح ؛ ليس في
محلّة ... والنصوص الدّالة على مطلوبية البكاء على الحسين ومصائب أهل البيت (ع)
كثيرة ، فعن الربيع بن المنذر ، عن أبيه ، قال : كان الحسين بن علي يقول : « من دمعت عيناه فينا
دمعة بفطرة ، أعطاه الله تعالى الجنّة
» وبمعناه غيره. [٤]
وفي نص آخر : عن الصادق عليهالسلام : « من ذكرنا عنده ، أو ذكرنا ، فخرج من عينه دمع
مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه
» الخ. [٥]
وعنه (ع) : « ان يوم عاشوراء أحرق
قلوبنا ، وأرسل دموعنا وأرض كربلا ، أورثتنا الكرب والبلاء ، فعلى مثل الحسين
فليبك الباكون ، فإنّ البكاء عليه يمحو الذنوب أيّها المؤمنون
». [٦] ولسنا هنا
في صدد استقصاء ذلك.
٣ ـ عن النبي (ص) : « ما من قوم اجتمعوا
يذكرون فضائل آل محمد ، إلاّ
[١]
سنن ابن ماجة / ج ١ / ص ٥١٠ ، ومسند أحمد / ج ١ / ص ٢٠١ ، واقتضاء الصراط المستقيم
/ ص ٢٩٩ / ٣٠٠ عنهما ، ومجمع الزوائد / ج ٢ / ص ٣٣١ عن الطبراني في الأوسط.
[٢]
ذرية : إسم امراة يقال : إنها كانت خادمة له (ص).
[٣]
ينابيع المودة للقندوزي الحنفي / ص ٢٦٢ عن كتاب : مودة القربى ، لعلي بن شهاب
الهمداني.
[٤]
دعوة الحسينية إلى مواهب الله السنيّة / ص ١٣٦ عن مسند أحمد ، وعن ذخائر العقبى ،
وينابيع المودة وجواهر العقدين ، وأحمد في المناقب ، ورشفة الصادي.
[٥]
دعوة الحسينية / ص ١٣٧ عن ينابيع المودة عن رشفة الصادي.
[٦]
المصدر السابق عن الاسفراييني في آخر كتاب نور العين.