نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 96
في صدورهم ، وكفّوا
جوارحهم عن السوء ، واستبشروا بلقاء ربّهم ، تقبض أرواحهم ملائكة الرحمة
بكلّ تأنٍ ويُسر ، والكافرون الذين خدعتهم الدنيا بغرورها ، فغرقوا في خضمّ
الفجور والإعراض عن لقاء الله سبحانه ، فتنتزع ملائكة العذاب أرواحهم
بشدّة.
قال الإمام أبو جعفر الباقر عليهالسلام : «
إنّ آية المؤمن إذا حضره الموت أن يبيضّ وجهه أشدّ من بياض لونه ، ويرشح
جبينه ، ويسيل من عينيه كهيئة الدموع ، فيكون ذلك آية خروج روحه ، وإن
الكافر تخرج روحه سلّاً من شدقه كزبد البعير ... »[١].
ويبدو من الأخبار أنّ ذلك ليس قاعدة
مطردة ، فليس كل ما كان من شدة النزع فهو عقوبة ، ولا كل ما كان من سهولة
ورفق فهو ثواب ومكرمة ، إذ قد تكون الشدّة على المؤمن تمحيصاً لذنوبه ، وقد
يكون الرفق بالكافر استيفاءً لأجر حسناته [٢]
، وقد سئل الإمام الصادق عليهالسلام
: ما بالنا نرى كافراً يسهل عليه النزع ، فينطفئ وهو يتحدث ويضحك ويتكلم ،
وفي المؤمنين من يكون أيضاً كذلك ، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند
سكرات الموت هذه الشدائد ؟ فقال عليهالسلام
: «
ما كان من راحةٍ للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه ، وما كان من شدّة فهو تمحيصه
من ذنوبه ، ليرد الآخرة نقياً نظيفاً ، مستحقاً لثواب الأبد ، لا مانع له
دونه ، وما كان من سهولة هناك على الكافر فليوفي أجر حسناته في الدنيا ،
ليرد الآخرة وليس له إلّا ما يوجب