نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 95
يقول أمير المؤمنين عليهالسلام في وصف تلك اللحظات
: «
اجتمعت عليهم سكرة الموت ، وحسرة الفوت ، ففترت لها أطرافهم ، وتغيّرت لها
ألوانهم ، ثم ازداد الموت فيهم ولوجاً ، فحيل بين أحدهم وبين منطقه ، وإنه
لبين أهله ، ينظر ببصره ، ويسمع باُذنه ، على صحّةٍ من عقله ، وبقاءٍ من
لُبّه ، يفكّر فيم أفنى عمره ، فيم أذهب دهره ... فهو يعضّ يده ندامةً على
ما أصحر له عند الموت من أمره ، ويزهد فيما كان يرغب فيه أيام عمره ... فلم
يزل الموت يبالغ في جسده ، حتى خالط لسانه وسمعه ، فصار بين أهله لا ينطق
بلسانه ، ولا يسمع بسمعه ، يردّد طرفه بالنظر في وجوههم ، يرى حركات
ألسنتهم ، ولا يسمع رجع كلامهم ، ثم ازداد الموت التياطاً به ، فقُبِض بصره
كما قُبض سمعه ، وخرجت الروح من جسده ، فصار جيفةً بين أهله ، قد أوحشوا
من جانبه ، وتباعدوا من قُربه ، لا يُسعِدُ باكياً ، ولا يُجيب داعياً ،
ثمّ حملوه إلى مخطّ في الأرض ، فأسلموه إلى عمله ، وانقطعوا عن زورته »[١].
وممّا يهوّن تلك السكرات بعض الاعمال
الصالحة مثل صلة الأرحام وبرّ الوالدين ، لما ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام
أنّه قال : «
من أحبّ أن يخفّف الله عزَّوجلَّ عنه سكرات الموت ، فليكن لقرابته وصولاً ، وبوالديه باراً .. »[٢].
٣
ـ انتزاع الروح :
ورد في الحديث أن انتزاع الروح يتفاوت من حيث الشدة والرفق بحسب سلوك المرء وعمله ، فالمؤمنون الذين ترسّخ الإيمان
[١]نهج البلاغة /
صبحي الصالح : ١٦٠ ـ الخطبة (١٠٧).