بل
أوقف الله تعالى البشرية في حقب كثيرة علىٰ مصاديق حيّة لهذا الاحياء
والاعادة بعد الفناء والتفسّخ ، وهو كثير في قصص أنبياء بني إسرائيل هؤلاء
القوم الذين كانوا أكثر الأمم لجاجةً وأبعدهم عن المنطق السليم.
أما
في ما وراء هذه الاشكالية البدائية ، فقد ظهرت أسئلة الفلاسفة ، في أصل
المعاد نفسه ، بل في كيفيته وصورته ، بعد الايمان به وإقامة البراهين
الفلسفية
عليه.
فكانت
أسئلتهم تدور حول طبيعة الروح وعلاقتها بالجسد ، وما إذا كانت الروح تفنىٰ
هي الأخرىٰ بعد الموت ثم تعود ، وما إذا كانت أدلة المعاد
الفلسفية والشرعية دالة على عودة الأجساد أم يمكن حصر دلالتها بعودة
الأرواح ، ليكون الثواب والعقاب متعلق بالأرواح لا بالأجساد ، في أسئلة
تفصيلية تعود إلى هذه المحاور ، والتي تنتهي الاجابات فيها عند سائر فلاسفة
الإسلام إلى أنّ الموت متعلق
بالجسد ، لا بالروح ، وإن للأرواح محالّها حتى يوم البعث ، حيث تعود
الأجساد ثانية ، بما اصطلح عليه بالمعاد الجسماني ، لتتلبس بها أرواحها ،
في حياتها الأخيرة ، الأبدية.
ولتلك
الحياة الأبدية فصول طويلة ، وضعت آيات القرآن الكريم والسنّة المطهّرة
حدودها ومعالمها الأساسية ، ابتداءً بالبرزخ ، فقيام الساعة ، فالبعث ،
والنشور ، والحشر ، والحساب ، والميزان ، والصراط ، وانتهاءً بالجنة
والنار.
تلك
الفصول الطويلة التي صار يُعبَّر عنها بمشاهد القيامة.
فإلى
مفهوم المعاد ، وأدلته ، ثم حقيقته ، وفصوله المتصلة ، ينقلنا هذا الكتاب في رحلة روحية نحن أحوج ما نكون إليها.
مركز
الرسالة
نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 6