نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 5
مقدمة
المركز
الحمد
لله حَقَّ حمده.. والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده ، وعلى آله
الأطهار الميامين ، وصحبه الخيار المنتجبين ، والتابعين لهم باحسان إلى يوم
الدين..
وبعد
..
فالمعاد
، أصل ثابت من أصول الاعتقاد ، لا في الإسلام وحده ، بل في سائر الأديان
السماوية ، وهو الأصل الذي اقترن بالتوحيد والنبوة ، إذ صار الإيمان بالله
وبرسله وكتبه داعياً إلى ضرورة الإيمان به ، فهو لازم التصديق بدعوات
الأنبياء المشحونة بالنصوص القاطعة في إثباته ، وهو أيضاً لازم الوعد
الإلهي بالثواب ، والوعيد بالعقاب ، وهما من لوازم التكليف ، ولوازم العدل
الإلهي أيضاً ، ولوازم الهدفية والغائية في الحياة ، المنافية للعبث الذي
لا محل له مع العدل والحكمة الإلهيين.. والقرآن يكشف عن هذا التلازم الأكيد
في نصوص كثيرة ، من أكثرها وضوحاً قوله تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ
أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ) ؟ [ المؤمنون : ٨٣ /
١١٥ ]
وقد
واجه الكثير من البشر على امتداد التاريخ هذه العقيدة بأسئلة بدائية ساذجة ،
وما زالت ، رغم بدائيتها وسذاجتها ، مصدراً لشكوك الكثير ممن تردد في قبول
هذا المبدأ أو أنكره.. تدور هذه الاشكالية حول إمكان عودة الجسد البشري
بعد تفسّخه في الأرض ، أو توزّعه ذرات مفرّقة هنا وهناك.. ومنذ عصر التنزيل
عالج القرآن الكريم هذه الاشكالية بطرح البراهين الحسيّة التي تفتح
الأذهان أمام أبسط أشكال القياس الذي تستسيغه العقول الفطرية ، وتدرك
أهميته العقول الفلسفية ، وذلك في مثل قوله تعالى : ( وَضَرَبَ لَنَا
مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ
نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 5